اللغة العربية وأفلام الكرتون

أ. سامية البريدي



أصبحت أفلام الكرتون في زمن الجيل الجديد مسيطرة على عقولهم ونفسياتهم وكأنهم في حالة من الإدمان، فلا تجد بيتاً يخلو من مشاجرات على قنوات التلفاز فمجموعة تريد أفلام الكرتون تستمر 24 ساعة وأخرى تريد أن تتفرج على قنوات مختلفة.
ورغم أن علماء النفس يصنّفون وسائل الإعلام كفاعل اجتماعي ثانوي ضمن مسألة التنشئة الاجتماعية، فإن الواقع الاجتماعي الراهن يبرز عكس ذلك تماماً، بالنظر إلى ما يقضيه الطفل من وقت بصحبة والديه اللذين في الغالب يشتغلان، مقارنة بما يقضيه مع الحاسوب أو التلفاز أو الأجهزة اللوحية، هذه الأجهزة العجيبة والساحرة التي أصبحت تستحوذ على عقول أطفالنا ووجدانهم حتى أصبحت تراهم أحياناً يشاهدون بعض الأفلام الكرتونية وسط حالة من التركيز الذي يصل حد الذهول والانفصال عن الواقع من فرط ارتباطهم بها.
ولكن لا ننكر أبداً أن أفلام الكرتون لها جانب إيجابي أراه في نقطة واحدة فقط وهي تحدث أطفالنا اللغة العربية الفصحى حيث إن أغلب أفلام الكرتون تتحدث باللغة العربية وقلة منها تكون بالعامية أو بلهجات جنسيات أخرى.
وهذا الأمر أجده يساعد في عدم اندثار اللغة العربية بين الجيل الجديد الذي أصبح القليل يتحدث بها حتى في التعليم وفي مدارسنا لدرجة أن بعضهم إذا أراد أن يستهزئ ببعض الألفاظ أو يريد إضحاك زملائه يتحدث باللغة العربية.
فلغة القرآن أصبحت أضحوكة عند بعضهم وقد يستغرب بعضهم عندما يراك تتحدث باللغة الفصحى، حتى أطفالنا يلتقطون من أفلام الكرتون اللغة الفصحى وعندما يتحدث بها أمام والديه بنفس الطريقة يتعجب والداه من طفلهما رغم أنها نقطة إيجابية.
ومع ذلك فإن هناك نقاطاً كثيرة سلبية لأفلام الكرتون منها أن كثرة جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز يخلق منه شخصاً غير مبال وكسول، وتتسم شخصيته بالبلادة والخمول وضعف النظر،


الشرق