ترجمة المصطلحات .. مسؤولية الجامعات

أ. أنمار حامد مطاوع

 رغم تأسيس عدة دول لمجامع لغة عربية ــ بدءا بدمشق في عهد الملك فيصل ــ ، ورغم اتحاد تلك المجامع اللغوية العربية عام 1971م، إلا أن المصطلحات العلمية ظلت تعاني نقصا في الجهد، أو بمعنى آخر، الجهد المبذول لترجمة المصطلحات العلمية على مستوى اللغة العربية في العالم العربي ليس كبيرا، وحتى الجهد القليل المبذول ليس متناسقا؛ فترجمات بعض المصطلحات في المشرق العربي تختلف عنها في المغرب العربي. على سبيل المثال: مصطلح (Prime Minister) يترجم في المشرق العربي بـ (رئيس الوزراء) ويترجم في المغرب العربي بـ (الوزير الأول). القياس على ذلك يتشعب في كثير من المصطلحات الأخرى الإعلامية والطبية والهندسية...
في عام 1429هـ، واستشعارا من خادم الحرمين الشريفين بأهمية العناية باللغة العربية، صدر الأمر الملكي بتأسيس (مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية).
المطلوب هو أن يتم إلزام الأقسام العلمية في الجامعات والكليات والمؤسسات العلمية، بأن يرفع كل قسم علمي سنويا إلى مركز الملك عبدالله (10) مصطلحات علمية مترجمة من لغات أخرى إلى اللغة العربية. فالأقسام العلمية هي الجهة ذات الاختصاص وفيها مختصون في ذات الحقل العلمي، وهم الأجدر بحمل مسؤولية ترجمة المصطلحات العلمية. على أن يتم عقد اجتماع سنوي تناقش فيه تلك المصطلحات ومراجعتها مع علماء لغة.. ويتم الاتفاق عليها، ثم تعرض على مستوى مؤتمر عربي لمناقشتها واعتمادها بشكل نهائي. فليس هناك أهم من ترجمة المصطلحات العلمية والاتفاق على تلك الترجمة؛ فالمصطلحات هي مفاتيح العلوم..
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية بأن يتولى مسؤولية تكليف الأقسام العلمية في المؤسسات التعليمية برفع كل قسم علمي (10) مصطلحات علمية سنويا للمركز في الحقل الذي يتخصص فيه القسم. الفكرة بالتأكيد ستنجح، لأن المشرف العام على المركز هو رجل الفكر الأكاديمي خالد العنقري، وزير التعليم العالي.

عكاظ