والدفع كاش

أ. عبد العزيز المحمد الذكير

    لا أحب العبارة أعلاه، والتى يكتبها في الغالب معلنون في الصحافة المحلية، وفي الأعم من تلك الإعلانات يبحثون عن خادمات هاربات، أو هم يشجعون سماسرة على اتخاذ وسيلة إغرائهن على الهرب. العبارة تجلب الاشمئزاز والتقزز، فكيف تقبلها إدارات الإعلانات في الصحافة، ولم يكلفوا أنفسهم في إرشاد المعلن إلى صيَغ أحسن. فأول الأمر أنها تدعو صراحة للاستنفاع من خادمة لم تستقدمها، ولم تتعب على جلبها. والمقزز الثاني هو كلمة "كاش" وهي كلمة سوقية مبتذلة، إذا استعملها العامة من العرب كبديل لمفردة نقدا او استعمال عبارة "كوفي شوب" عوضا عن كلمة مقهى. ويجب على الصحافة ألا تعتمدها. وأن يقولوا لطالب الخدمة إنك عربيّ ولديك لغة القرآن والضاد.

لُغةٌ إذا وقَعَتْ على أسماعِنا

كانَتْ لنا بَرْدًا على الأكبادِ

ستَظّلُّ رابطةً تُؤلِّف بينَنا

فهي الرَّجاءُ لناطقٍ بالضادِ

حالات كهذه تدعوني إلى نداء أوجهه لطرفين في الحكومة: هما وزارة التجارة وإدارة المطبوعات في وزارة الإعلام، وذلك بإصدار تعميم إلى الصحافة المحليّة يمنع المطبوعة من نشر إعلان لا يحترم الذوق العام، وبنفس الوقت مدعاة لتشويه صورة البلد وأيضا توثيق هذا التشويه. فالإعلان الباحث عن خادمات يصم سلوكنا الاستهلاكي بوصمة غير محمودة بل ربما مدعاة لسخرية الغير. وسنرى غيرنا يسخر من تكوين وعينا ونظرتنا لنمط الحياة.

إدارة المطبوعات في وزارة الإعلام مسؤولة عن دور مهم، بل أدوار. من بين تلك الأدوار جعل المعلن والمطبوعة يحترمان اللغة العربية. ولصناعة الإعلان أهمية كبيرة لكونه أحد محفزات الوعي والثقافة وإشاعة الأمور المتعارف على سموّها وقبولها. كل ما أطلبه من المطبوعات المحلية هو إعطاء المعلن خيارات مفرداتية تنفع أكثر، وليس قبول كل ما أتى به.

الرياض