وزير التربية الجديد، ولما يجف حبر مرسوم تعيينه بعد، صرح في احدى المناسبات التي حضرها ان: «هناك مبادرة لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية للمراحل الابتدائية الاولى خلال الاعوام المقبلة». وهكذا تتحفنا وزارة التربية بين فترة وأخرى بمشاريعها العجيبة التي تسير في واد لا علاقة له بالتربية والتعليم في البلاد.

تواجه وزارة التربية صعوبات جمة في تقديم رسالتها التعليمية بالشكل المطلوب، ولم يكن مفاجئا أن يصنف تقرير البنك الدولي مستوى التعليم في الكويت في مصاف بعض الدول الأفريقية، فوزارة التربية مشغولة في شؤون لا علاقة لها بالتعليم كما يبدو، وهي ضحية للعمل الارتجالي والقرارات الفردية التي يتبناها بعض المسؤولين على شاكلة قرار «الفلاش ميموري» المأسوي، والذي كلف الوزارة الجهد والمال وسبب خسارة لميزانيتها دون أي فائدة ترتجى، وللاسف مرّ هذا القرار الفاشل بلا حساب لأحد.

ما هي اهم احتياجات التدريس في الكويت؟ ما هي أولويات التربية؟ ما هي مسارات تقوية مخرجات التعليم لتواكب العلوم الجديدة والتحديات المستقبلية للأمة؟ وهل انتهت مشاكل «التربية» ومعوقاتها لتتحفنا الوزارة بنيتها لاضافة تعليم اللغة الفرنسية؟

طيّب، ماذا عن اللغة العربية، هل التربية راضية عن مستواها العام في الدولة؟ الا تشاهد الضعف الفاحش لدى الطلبة والمتعلمين ومن كل المستويات في استخدام اللغة العربية كتابة وحديثاً وتأليفاً وإلقاءً، حتى اصبحنا نسمع الاخطاء المعيبة ونشاهدها في المؤسسات الرسمية بما فيها وسائل الاعلام، الا يستدعي هذا من التربية تقوية هذا الاصل الرئيسي قبل الانشغال بلغة جديدة.. وماذا عن اللغة الانكليزية ايضا، الا ترى الوزارة الفرق الشاسع بين مخرجات التعليم العام والخاص في مستواها؟ الا تعلم التربية بشكاوى الكليات الجامعية من المستوى الركيك للطلبة في اللغة الانكليزية، أوليس من الأولى اذاً تركيز الجهود على رفع مستوى الطلاب بالانكليزي قبل حوستهم باللغة الفرنسية!

تعاني «التربية» كثيراً وهي تستحق التفاتة عميقة من كل مؤسسات المجتمع الرسمية والاهلية لاعادة الحياة لهذا الركن الاساسي، ليقوم بدوره التعليمي والتربوي الصحيح، فهو حصن للدولة ومستقبلها لو كنتم تعلمون .. واقول لوزير التربية المحترم اترك اللغة الفرنسية عنك قليلاً وحقق لنا انجازاً واحداً لن ننساه لك .. أوقف الدروس الخصوصية ثم علم ابناءنا حتى اللغة الفرعونية إن شئت .. والله الموفق.

القبس