يوم اللغة العربية

د.حياة با أخضر

سنة عالمية جبرية سرت في العالم بإقامة أيام عالمية لشخصيات ورموز في العالم، ومن ذلك يوم اللغة العالمي.

هيا بنا نتناقش بحيادية تامة عن هذا اليوم. تقوم الدنيا وتقعد من أجل إحياء هذا اليوم في الجامعات والمدارس والأندية الأدبية، أسابيع وشهوراً للإعداد لهذه المشاركة في 3 أيام أو يومين فقط تمتلئ بمعرض وندوات ومحاضرات لا يحضرها أحد غالباً إلا المنظمون وإجبار طالبات وأستاذات كل قسم مشارك للحضور .

ثم أين النتيجة، من قبل ومن بعد؟

أيام ويموت الموضوع تماماً

هل يتم التحدث باللغة العربية الفصحى في كل ألأقسام أم تسيطر اللهجة العامية وتتسيد ألسنة أعضاء التدريس والمعلمين والمعلمات؟

هل يتم اعتماد التاريخ الإسلامي المعتمد أم نجد التذكير بيوم اللغة العالمي بالتاريخ الميلادي مع إغفال للتاريخ الهجري؟

هل رأينا زخماً إعلامياً في صحفنا عبر مقالات تعزز هوية لغتنا كما نراهم في حملات هولوكوست على كل من يخالفهم فنقرأ في اليوم الواحد في صحيفة واحدة 3-4 مقالات ولا نراها في يوم اللغة العربية؟

هل تمت عودة قوية لمناهج اللغة العربية في التعليم العام والعالي؟ ما نجده هضم واختصار للغة العربية ففي كتاب واحد جمعت كل مواد اللغة العربية، مما جعل العطاء ضئيلاً جداً، فالإعراب اختفى وترتيب القواعد غير جيد والتمارين نادرة. والتعبير معدوم. والمصيبة الأعظم جميع الطلاب سينجحون في مادة لغتي الجميلة لأنها تقويم يعني نجاحا إجباريا للجميع فلم تعد لها هيبة.

والنتيجة مستوى علمي متدن فنجد من يتقدم للجامعة لايعرف كيف يعرب فضلاً عن أن يعبر تعبيراً صحيحاً بل لا يعرف معاني كلمات معلومة بالضرورة.

كان الخط مادة مستقلة بكتابها يتم من خلالها متابعة أسبوعية لتحسين الخط خاصة إذا كانت المعلمة أو المعلم يخاف الله في عطائه.

وكانت مادة الإملاء بكتابها الممتلئ بالأمثلة والقواعد والأمثلة والاختبارات.

وكانت مادة القواعد رائعة بكتبها المملوءة بالفوائد العلمية من قواعد وتمارين ولغوية وإعرابية تبني الطلبة والطالبات بناءً لغوياً قوياً.

وكانت مادة التعبير خاصة بمنهجها ومشاركات ثرية وكانت مادتا النصوص والمطالعة تتنوع في القصائد والاختيارات الجزلة لغوياً من العصر الجاهلي حتى العصر الحاضر.

ولكن كان هناك من يكفر بهذه النعمة فنُزعت منا فكان بعض الطلبة الكسالى يشتكون شكاوى لاحقيقة لها من صعوبة المواد العربية، وكان هناك معلمون ومعلمات لا يؤدون الأمانة العلمية في تدريسهم،مع أن الكثير استفاد وأبدع وكان بناؤه قويا حتى بعد تخرجه من الجامعة.

ومن الأمور المضحكة المبكية أن نجد أستاذاً جامعياً لمادة اللغة العربية خلال الفصل الدراسي كله لم يعط للطالبات سوى محاضرتين وطلب منهن الاستماع للمحاضرة الثالثة التي قدمها في مجموعة أخرى والمحاضرة الأولى كلام لاعلاقة له بالمنهج ويقول لهن إن لديه لقاء تلفزيونيا عن يوم اللغة العربية. فأين الأمانة في تدريسه للغة العربية؟!

وأين التكريم للغة العربية عندما نجد بعض الطالبات يقدمن لوحات عن الحرف العربي، لم يكتبنها بل اشترينها لتقديمها في أقسامهن؟!

راقبوا كل ذلك وقارنوه بيوم المرأة العالمي، حيث يستنفر العالم كله ليس ليوم واحد ولا لأيام معدودة، بل طوال العام للتذكير به وتنفيذ أجندته وإقامة الورش والندوات والمؤتمرات والإعلام المتعدد القنوات مع متابعة ومراقبة وطلب تقارير عما تم تنفيذه وعقوبات لمن لم يلتزم بقوانين الأمم المتحدة .

حقيقة ما يتم في يوم اللغة العربية وسائر أيام المناسبات المتعددة ، الأسماء لا يقويها بل يرهق الأقسام ويهدر الأوقات والأموال. تابعوا مايحدث :صارت الصور عن هذه الأيام تنتشر في وسائل الإعلام مع تقديم تقارير تملأ ملفات الأقسام. ونجد في أسبوع الشجرة مثلا صورة لزراعة شجرة ثم لم يتابعوا نموها، وهل زرعوا الشوارع والأحياء وحول البيوت واهتموا بها ؟ويوم سرطان الثدي، هل تابعوا النساء في الكشف المبكر؟ وهل وزعوا استمارات الكشف المبكر في القرى والمدن وجابت العيادات المتنقلة القرى النائية لمتابعة نسائها ؟ بل حتى في المدن لا نجد متابعة وتذكيراً. ويوم المعلم، أين المعلم الذي بات ماكينة مطلوبا منها أن تعمل بلا توقف؟ وأين احترامه؟ وأين هيبته؟ وأين مكانته في الإسلام طوال العام.؟

اجعلوا أيام السنة كلها بناء وتذكيرا وتقديرا وتعزيزا .

 

اليوم