كتارا تعرض ملحمة الضاد لهاشم السيد

 ضمن احتفالية كتارا باليوم العالمي للغة العربية، تم عرض مسرحية ملحمة الضاد، للكاتب القطري الدكتور هاشم السيد وبطولة الفنان العراقي الكبير محمود أبو العباس وإخراج صبري الرماحي وسينوغرافيا سهيل البياتي.
وتصنف ملحمة الضاد ضمن مسرحيات المونودراما وهي مسرحية الشخص الواحد مع وجود بعض الأصوات المتداخلة والتي يتخيل البطل أنها تشاركه الحوار. وتناقش المسرحية بعض المشاكل التي طرأت على اللغة العربية مثل الصراع بين اللغة العربية الفصحى واللهجات التي يستخدمها العرب ويتمثل وجه الصراع في طبيعة التفكير وكيف أن اللهجة العامية أسرع في التفكير ولا تحتاج إلى جهد كبير، بينما اللغة العربية الفصحى أعمق في التفكير وأكثر دلالة. ومن المشاكل أيضاً إدخال مجموعة من الألفاظ والمصطلحات الأجنبية في اللغة العربية.
ومن داخل غرفة في مستشفى المجانين ينهض أبوالنون، وهو بطل المسرحية، من سريره ويأخذ في النظر إلى الجدران المحيطة به ليجد بعض الحروف تتحرك أمامه وتتداخل في بعضها البعض وكيف أن لكل حرف منها دلالة خاصة. وفي خضم همومه وأحزانه على حال اللغة العربية وما آلت إليه يتخيل أنه ما زال في الفصل وأمامه الطلاب ويبدأ في الشرح ويحاول أن يظهر أن الطرق الصعبة في تدريس اللغة العربية هي السبب وراء قلة استخدامها وعزوف الشباب عن تعلمها وعدم اهتمامهم بها، إلى الدرجة التي أصبحت معها مثل الأظافر الطويلة عديمة الفائدة والتي حان وقت قرضها. ويعمق أبوالنون هذه الحالة عندما يتخيل زوجته وهي تنصحه ألا يتعب نفسه على اللغة العربية التي هي قيد الاندثار، والعرب أنفسهم يساهمون في هذا الاندثار بسبب اختلاف اللهجات فيما بينهم، مستدلة في ذلك باختلاف أسماء الحذاء بين أقطار الوطن العربي فمنهم من يسميه شبشب ومنهم من يسميه قندرة وآخر يسميه «نعال». ثم يصرخ ويقول لقد ضاعت الحروف وضاعت معها المدن.
وفي النهاية يعطي البطل طاقة أمل بأن القناعة الوحيدة هي أن اللغة العربية أحسن رداء وأنها جميلة بكل معانيها لأنها لغة القرآن الكريم، وأنها راسخة في الأرض، وكيف أن الغرب يحاولون الآن تعلمها والاقتباس منها بشكل كبير حتى يستفيدوا من حضارتنا وعلومنا.

العَرب