من رواد اللغة العربية في الأحساء

عبدالعزيز اليوسف

مثلما حصدت الأحساء الكثير والكثير من البريق الثقافي والاجتماعي في شتى الميادين حفلت كذلك برواد من أجيال مختلفة خلدوا أسماءهم في ذاكرة التاريخ ولم يكن خلودهم ذاك محض صدفة بل هو نتاج عطاء وجهود مضنية جعلتهم في مقدمة طلائع المثقفين والرواد وهو ماكان عليه الوجيه الحاج طاهر بن علي الغزال والذي لم تكن وجاهته الاجتماعية إلا نتيجة حب أزلي لهذه الواحة الغناء التي عرف بها الأحسائيون وباتت سمة عالقة بهم حيث تعلقهم الكبير بواحتهم الوهاجة.

أجل هذا ما كان عليه الوجيه الغزال الذي عشق أرضه فسعى هو وغيره من الوجهاء في المساهمة للنهوض بها وتوفيرالخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي يكون بها عمارها فقد ساهم مع الرعيل الأول في التنسيق مع الحكومة الرشيدة والرفع إليها بالحاجة إلى الكثير من المنشآت ومنها بناء المستشفيات ودوائر حكومية مختلفة كما كان له دور بارز في تطوير الأحساء بمقترحاته البناءة .

ولم يكن دوره محصوراً في ذلك بل كان من وجهاء المنطقة الذين تصدوا في عهد المغفور له الملك فيصل بن عبدا لعزيز لاستقبال حجاج دول الخليج الذين يتخذون من الأحساء محطتهم الأولى في الانطلاق نحو مكة المكرمة فكان يقومون بوفادتهم والقيام بإكرامهم.

أما الشغل الشاغل والهم الذي أخذه على عاتقه وجعله في مقدمة أهدافه فهو الحفاظ على اللغة العربية وعلومها والتشديد على الارتباط بهذه اللغة الأصيلة التي مافتئ (الوجيه الغزال )موجهاً ومعلماً لكل فنونها من الشعر والنحو وكافة فنون الأداء تعبيراً وخطابة عبر التعليم المباشر تارة وعبر التوجيه المكتوب تارة أخرى فقد عرف عنه الناس في تلك الحقبة الزمنية شغفه باللغة العربية وتمكنه من كافة فنونها فقد كانوا يفزعون إليه لإرشادهم بضوابط اللغة وكتابة المخطوطات والخطابات الرسمية وكذلك ليطلعهم على روائعه من الخواطر النثرية الي دأب على كتابتها بأسلوب بياني جذاب تطرب له النفوس فيتخذها وسيلة لإيصال مفاهيم اجتماعية وتربوية عدة ناهيك عن دوره في توفير الكتب التي تختص بعلوم اللغة العربية فقد كان مجلسه عامراً بتلك الكتب النفيسة التي جعلها في متناول رواد العربية حينها .

ومن ذلك يتضح بجلاء مدى تعلق أهل الأحساء باللغة العربية منذ أجيال متعاقبة وهذا ليس بدعاً ولاغريباً على أهل أرض ارتبطت بالقرآن والإسلام منذ بزوغ فجره الأول.

وهذا ما يبدو واضحاً مما خرجت الأحساء من شعراء وكتاب ومثقفين عبر أعوام وأعوام من العطاء فلتقر عين اللغة العربية بأبناء الأحساء مثقفين ورواد ومحبين.

الأحساء اليوم