
تطور المعايير القياسية في الخط العربي
رشا المالح
خلال محاضرة حملت عنوان «الخط العربي نبع واحد عذب»هي الأولى ضمن سلسلة محاضرات يقدمها «مركز دبي لفن الخط العربي» في اطار برنامج «تطور المعايير القياسية في الخط العربي» بمقر ندوة الثقافة والعلوم في الممزر بدبي أول من أمس، أبان فنان الخط العربي تاج السر حسن أن «للحروف العربية بناء تأسيسيا واحدا وبسيطا تطور وتحقق في تتابع زمني منذ القرن الخامس .ق.م إلـى بداية عهد الإسلام» .
وقال: إن لغتنا العربية ظلت بنظامها الكتابي الأبجدي الراقي، على الدوام محوراً للتقييم والنقد والحرص العام على ألاّ تتخلف عن ركب التقدم المعاصر المتسارع تواتره، ليقدم بعدها دراسة لمنهج مبسط لتعليم الخط العربي.
رحلة زمنية
وأخذ حسن المستمعين بعدها في رحلة زمنية مع الأقلام الستة في القرن الثالث عشر التي شكلت اختزالاً لإسهامات كثيرة على يد ياقوت المستعصمي (ت 1298)، مما ساهم في إحداث نقلة نوعية نحو إجادة الخط وتطوره الفني عبر المخطوطات واللوحات، ليصل بهم إلى الزمن المعاصر وواقع التحديات التي تواجهها اللغة العربية وحروفها وخطها، وبخاصة المنافسة المحتدمة في مجال التعليم.
وأشار فيما يتعلق بتعلم الخط قائلاً: « إن تعلم الخط العربي وإجادته، مسؤولية المجتمع الذي يستشعر انسحاب الناشئة أمام الهجمة الثقافية الأجنبية، مما انعكس سلباً على قدراتهم في الكتابة بالحرف العربي».
واستعرض بعض الإشكاليات التي تواجه تعلم فنون الخط قائلاً: « يكمن جانب كبيراً من المشكلة في صعوبات التعلّم، بسبب عدم تجدد تعليم الخط في المناهج الحديثة، فالخط العربي متشعب وكثيف في مادته، وهذا أمر يستدعي دراسة وبلورة منهج علمي جديد، بسيط وسلس يتدرج في معلوماته ويستفيد من كل قيمه الجمالية».
جوهر الحقيقة
ينتقل حسن بعدها إلى تقديم مقترح يساهم في تبسيط سبل تعلمه من وحي تجربته الغنية في عالم الخط وبحوره، ويقول: «غاب مع تعدد أنواع الخطوط وتطورها وازدهارها، حقيقة جوهرها أن الأبجدية العربية في أصلها نظام كتابي راق في غاية البساطة، وإليه تنتسب فنون الخطوط كمصدر واحد يجمعها في القراءة». ويتابع: «وعليه يمكننا إنشاء طريقة كلية تحليلية مركزة تؤسس لمنهج موحد ومبسط لتعليم الكتابة والخط العربي، منهج به يتحقق ما نرجوه من أهداف في إحياء وتعليم الخط وتيسير الكتابة».
وتضمنت الدراسة 12 بنداً من ضمنها في الأبجدية 28 حرفاً يقابلها 18 شكلاً فقط، وقاعدة تحليلية تستند على شكل الحروف التي منها مفردة وأخرى مضافة، والهيئة الأفقية الأساسية في كتابة وصل الحروف، والهيئة الرأسية، والبنية الهندسية للحروف، وغيرها الكثير من التفاصيل التي تساهم في تسهيل القدرة على تعلم الكتابة وفق قواعد خطية سليمة.
6
الأقلام الستة التي اختزلها ياقوت المستعصمي والتي أصبحت معتمدة في تداولها: خط الثلث، والنسخ، والمحقق، والريحاني، والرقعة، والتوقيع.
البيان
|
|
|