|

حرام لغتنا الجميلة
أ. ليلى بديع
أذهلتني الطفلة تمارا.. إبنة التسع سنوات عندما ردّت على هاتفي.. سألتها: تدرسين؟ قالت: منذ الصباح «عربي».. لا أدري متى ينتهي هم وغم العربي ونرتاح!
بعد إقفال الهاتف تذكّرت عموم أولاد العائلة.. وعلى اختلاف المدارس التي يدرسون فيها.. إنّهم جميعاً يكرهون مادة اللغة العربية ومادة المدنيات التي كانت تُسمّى في زماننا الأخلاق.. والبعض يكره التاريخ والجغرافيا أيضاً في صفوف البكالوريا القسم الثاني.. ربما لأنّ ذرية العائلة تفضّل الرياضيات والعلوم؟ أو لأنّ أساتذة هذا الزمن لا يعطون مادة اللغة العربية حقّها من الشرح وأهميتها للطالب باعتبارها لغته الأم؟
زمان كنتُ أسمع من أولاد الصديقات والجيران نفس الكلام.. فعلاً ربما أساتذة اللغة العربية والمدنيات والتاريخ والجغرافيا في كل المدارس يحتاجون إلى مرحلة تدريبية..
في زماننا.. كانت علامتنا للغة العربية بمختلف تفرّعاتها.. تعادل علامتنا للجبر والهندسة.. والعلوم والفيزياء والكيمياء.. واللغة الأجنبية.. وأتذكّر جيداً منذ المرحلة الابتدائية.. كانت المعلّمة «تشرّبنا» اللغة العربية كما نشرب الماء.. فنحبُّ اللغة والمعلّمة معاً.. لكن اليوم أسمع الأمهات يتشكين من شرح المعلّمات.. وبأنّهن «يستلشقن» بمادة اللغة العربية شرحاً.. ويقرأنها للطلاب قراءة.. معتمدات على الأهل في شرحها.. أو استقدام أستاذ «جهبذ» باللغة حتى يحبِّبها إلى الطلاب..
بالطبع إنّه العيب الحقيقي.. وهذا العيب موجود في المدارس الخاصة ذات المستوى الراقي، وحتى في المدارس الخاصة من الدرجة الثانية والثالثة، وكذلك في المدارس الحكومية..
جيلنا ما زال يحفظ ما درس في اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والأخلاق (المدنيات اليوم).. لا أدري لماذا نحن نحمل في ذاكرتنا كل هذا الكم من المعلومات والأجيال التي تعاقبت.. تعتبر للأسف اللغة العربية همّاً وغمّاً.. حرام لغتنا الجميلة يا وزارة التربية.. ثقّفوا مدرّسيها بالله عليكم.. إنّها اللغة الأرحب للتفكير!
اللواء
|
|
|
|