|

بلد الدال
أ. محمد عبد الرضا الحسني
يعلم الكل أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة وهي أجمل لغة في الكرة الأرضية كيف لا والقران الكريم عربيا ً وهو كلام الله العزيز القدير …
واللغة العربية مكونة من ثمانية وعشرين حرفا ً وأضيف إليها مؤخرا ً حرف الهمزة. وتشمل لغتنا الجميلة الأسماء والحروف والافعال والحركات والاشارات وغيرها …
وتعرف اللغة العربية بلغة الضاد وتميزت اللغة بحرف الضاد الذي لا يلفظ في كل لغات العالم ويعتبر العراق بلد الضاد ويمتاز الشعب العراقي بلفظه لحرف الضاد على غرار الشعوب العربية التي تلفظ (الضاد ، زاي) فمثلا ً (ظاهر تلفظ زاهر) ..
ولهــــــــــذا اخــــــتلف التسميات لغة الضاد ولســــــان الضاد والناطقون بالضاد … واما الاحرف العربية فترتيبها كالاتي:
(أ،ب،جـ،د،هـ،و،ز،ح،ط،ي،ك،ل،م،ن،س،ع،ف،ص،ق،ر،ش،ت،ث،خ،ذ،ض،ظ،ع)
وقد جمعت بقاعدة جميلة وسهلة ورد عن ابلغ الحكماء والعماء امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب وهي :-
(أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضنطغ) واما ترتيبها الحالي (أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي) على يد نصر بن عاصم المتوفي 89هـ .
وتغنى العرب بالابيات الشعرية الاتية :-
بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصرر فتطوان
لسان الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان
العراق بلد الضاد ونظرا ً لما ال إليه بلدي الجريح العراق الحبيب وشعبه المظلوم من ويلات وكوارث وجرائم وفقر وجهل وقتل وتشريد وتهجير وانتهاك حرمات وغيرها …
ولو نتأمل قليلا ً هذه الجرائم بسببها الحكام الظلمة الذين حكموا بالنار والحديد فلنأخذ عينة صغيرة وفترة وجيزة من تاريخ العراق الحديث ونتأمل قليلا ً ونرى الظلم حتى سنة (2003م) وسقوط النظام البائد …
فقد كنا نتأمل خيرا ً بسقوط الصنم وانفتاح العراق إلى العالم اجمع وممارسة شيء من الديمقراطية التي حرمنا منها أيام الدكتاتورية فلن نتوقع في يوم من الأيام أن يأتي بحاكم ظالم كالطاغية صدام الذي سجله مليء بالجرائم لكن ساسة العراق الجديد والجدد قد بيضوا وجه الطاغية وجعلوا الناس يترحموا على ما سبق وكما يذكر التاريخ عند تولي الخلافة العباسية فالناس ترحمت على الامويين لما رأوا من عذاب وظلم على أيدي العباسيين .
عموما ً هذه الأمور تحصل فقط في العراق ظالم اتعس من ظالم وحكم اخس من حكم والقادم اسوأ..
فلنرجع إلى حرف الدال فهل تعلموا كم لاقينا الويلات من هذا الحرف العربي الجميل فالكل يعلم أيام الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينات من القرن الماضي فالمواطن العراقي الذي يدخل المسجد أو الجامع للصلاة والعبادة أو يذهب لزيارة مراقد الائمة الاطهار ? يعتقل ويزج به في السجون والتهمة امامه انتمائه لحزب الدعوة ولا تنسوا الدال ((دعوة)) فقد قتل واعدم العديد من خيرة الشباب لتهمة هم بعيدون عنها ، حتى ان قيادات الحزب جميعهم خارج العراق ، والطائفة المتضررة اكيد الشيعة لان حزب الدعوة حزب إسلامي شيعي واستمر الحال حتى العام 2003م أي عند سقوط الصنم أذن الدال اسهم في قتل العراقيين وبالخصوص الشيعة !؟ …
أما ما يحصل لإخواننا السنة من ويلات حرف الدال فما يصيبهم من الإرهاب الاعمى المتمثل في داعش الإرهابية المجرمة بحق البشرية فلقد حرقوا الأخضر باليابس يقتلون الشيعي والسني والكردي والمسيحي والايزيدي والشبكي والصائبي والتركماني وحتى الحيوان لم يخلص من اجرامهم بل وحتى الحجر فالاثار القديمة وأرث العراق الحضاري لم يخلص أيضا ً الكل مسه القتل والتصفية والسلب والنهب كل ذلك من جماعة بربرية بشعة هم حقا ً خوارج الامة الإسلامية …
فبعد سقوط الموصل وبقية المحافظات بيد داعش الإرهاب فقسم من أبناء المحافظات التي سقطت مؤيد لداعش الاجرام والأخر رافض فالمجرمون التحقوا بهم لاستلام المناصب وحقدهم الطائفي والبعض الاخر نجا بنفسه وهرب وهؤلاء الطبقة المسالمة التي تريد العيش بسلام وامان ولكن كأس الظلم شربوا منه كما شربنا منه فقد عمموا أن كل شاب سني يلقى القبض عليه فأنه داعشي ويقتل ويعدم وهو بريء من داعش الإرهاب وعملهم الاجرامي فقتل من قتل وهجر من هجر وذلك أيضا ً بفعل الحرف الجميل (الدال) …
فالمحصلة الناس الابرياء المساكين من الطرفين الذين يحبون العيش بكرامة وامان ومحبي اللغة العربية ومحبي حرف الدال ليس لهم شأن بأصحاب الدال من الطرفين نحن نريد دال المحبة والعيش بأمان بلد الأمان وفي بلد السلام . ودار السلام العراق الحبيب الجريح وليبقى العراق بلد الضاد والناطقون بالضاد. !!!
الزمان
|
|
|
|