|

لم يعد غيرها يجمعنا
أ. ندى الأزهري
المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية انتهى في دبي في العاشر من الشهر الجاري بعدما استمرّ أسبوعاً.
محطة «دبي الأولى» اهتمت مشكورة بالحدث وخصصت فقرة في برنامج الصباح اليومي للحديث عن «اللغة العربية في وقتنا الحاضر وأهميتها»، بالأحرى يمكن القول عدم أهميتها.
الحوار الذي أجري مع أستاذ جامعي من جامعة عجمان خلص إلى ما يعرفه الجميع ويتباكون عليه ولكن لا يفعلون الكثير لعلاجه وهو أن «اللغة العربية مريضة وثمة عزوفاً عن استخدامها في كل المجالات ولا سيما في المؤسسات التعليمية والرسمية».
تطرق الحوار إلى دور الأسرة والمناهج التي تدرّس بالانكليزية في الإمارات، وربما في بلدان عربية أخرى، وإلى اللغات الأكثر تداولاً في دبي مثل الهندية والروسية وبالطبع الانكليزية، وهذا رغم التوجيهات الرسمية بإحلال العربية محل الانكليزية في المطاعم مثلاً، حيث يعتبر بعضهم أن الكتابة أو الحديث بلغة أجنبية يضعهم فوراً في خانة أكثر رقياً وبتعبيرهم «كلاس»!
ولكن ما دور الإعلام المرئي وما وضع اللغة العربية فيه؟
أشار الحوار إلى دور الإعلام من دون الحديث فعلاً عن وضع اللغة فيه. واقترح الضيف برامج تعليمية للصغار تُقدّم بلغة مقبولة محلياً ثم يتم الانتقال تدريجياً للفصحى التي باتت «غريبة على أسماع الأطفال». هذه هي الحقيقة! الفصحى غريبة تماماً، انقضت أيام البرنامج التلفزيوني الشهير «افتح يا سمسم» في بداية الثمانينات وكل ما لاقاه من متابعة لدى الأطفال على رغم استخدامه الفصحى، فجعل منها لغة أليفة لديهم بحيث أصبح بعض عباراته شهيراً بينهم يستخدمونه بمرح في حياتهم اليومية.
أما عن وضع اللغة في التلفزيون وفي محطة «دبي» مثلاً فقد انتهى الكلام المفيد بانتهاء الحوار. بعده جاءت برامج «دبي» المعتادة مع كل ما تحفل به من كلمات عن «الانترتينمنت» و «اللايف» و»الديزاينر»... لتبدو حقيقة أن الاهتمام باللغة العربية لا يتعدى تخصيص «فقرة» في برنامج يتم فيه التباكي على حالها واقتراح الحلول لتأتي تلوها البرامج المحشوة بما لا يطاق بكلمات انكليزية.
اللغة العربية مريضة إعلامياً ومنهجياً وفي النزع الأخير فايسبوكياً وتكفي نظرة للتأكد من أنها في وضع كارثي. إلا إذا اعتبرنا حقاً أن ما نقرأه في مواقع التواصل مثلاً ليس لغة عربية بعد أن أمسى القلب «ألبا». لقد بات المرء يخشى على لغته الصحيحة من كثرة ما يرى من أخطاء ويسمع من لحن في اللغة.
إن كان «فايسبوك» مجزرة اللغة العربية فيمكن للتلفزيون الرأفة بها بتقريبها من المشاهدين والحرص عليها ويمكن له أن يكون أحد المنقذين «الفعالين» لها بعد اختفاء الكتاب من البيوت في المنطقة العربية.
الحياة
|
|
|
|