طباعة الحرف العربي .. معرض بمعهد اللغات الشرقيّة بباريس

الطيب ولد العروسي

فن طباعة الحرف العربي الذي يكوّن جوهر النص، مثل الخط الذي يتجلى بجانب جمالي خاص به، ودقة دقيقة، هذا ما يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على "فن طباعة الحرف العربي ".. و إلى توعية الجمهور الواسع إلى حيوية تصميم الطراز "الحالي للكتابة العربية بين المغرب وإيران، من خلال التمحيص فيه من منظور تاريخي"، خصوصا في تطوير الطباعة. هدف المعرض هو المساهمة في جعل هذا الميدان الإبداعي أكثر وضوحا، ولأنه بقي مجهولا على الرغم من حيوته .
 
لذا نظمت مكتبة معهد اللغات الشرقية في قطب اللغات والحضارات، هذا المعرض الذي يهدف إلى تقريب الزوار لاكتشاف أعمال الفنانين ومصممي الخط والخطاطين المعاصرين، مع إعطاء مكانة شرفية خاصة إلى أعمال الفنانين رضا عابديني (من لبنان) و نادين شاهين (من فرانكفورت)، ومراد كرناح (من الجزائر)، وناجي المير (من باريس)، وماركو مايوني (من باريس)، وإيمان رعد ( من نيويورك)، وبهية شهاب ( من القاهرة) وفنة زموري (من بروكسل ). يقدم المعرض أعمال هؤلاء الفنانين التي تعكس التفكير في الحرف العربي وفي الابتكارات والرسومات التي يقدمونها.
 
يتواصل هذا الجزء المعاصر من المعرض بما هو معروض في الطابق الأرضي من المكتبة حيث يكتشف الزائر بقية المعرض الموغل في التاريخ، والذي يقدم إلى الزائر مجموعة من الملصقات التي تمت طباعتها بين 1970 و 1980 ، وهي بسيطة وغير مكلفة، وتعكس فترة الالتزامات السياسية التي كثيرا ما اتسمت بالصراع الإسرائيلي الفلسطينية. بدرجة عالية من الابتكار في الرسم، وتحتفظ برؤى قوية في مجال السرد والألوان.
 
أما في فضاء الحديقة من المكتبة، فإننا نكتشف المجال البصري من المعرض حيث نتمتع بمنظور تاريخي. إذ كانت اللغة والكتابة موضوع نقاش سياسي، خاصة منذ القرن التاسع عشر حيث طرحت مسألة "تطور الحرف العربي وتكييفه مع آلة الطباعة؟ من نسخ لوثائق أصلية لمجموعة من الكتب النادرة والقيمة المتوفرة في مكتبة اللغات الشرقية"، والتي تمثل المراحل الرئيسية من الطباعة بالحرف العربي،. من خلال هذه المجموعة من المطبوعة التي أتت في وقت مبكر، يعيدنا المعرض إلى التجارب التي جرت في أوروبا والدولة العثمانية ما بين القرن السادس عشر وأوائل القرن التاسع عشر. نرى تطوير المطبوعة وتطوير النماذج المطبعية، التي أثارت نقاشات ثقافية ودينية وسياسية عميقة، خارج العوالم المهنية والقيود التقنية التي واجهتها في القرن العشرين.
 
عندما حل الحاسوب محل الآلة الكاتبة في ظل تطور التكنولوجيات الجديدة، بقي البحث عن أشكال الحرف العربي المطبوع مطروحا في قضية انتشار التعليم، كشرط لتنمية النظم السياسية الديمقراطية. فرض عصر الحاسوب فضاءات وابتكارات جديدة ، يجب الاستفادة منها مثل الرسوم المتحركة لأن المصممين والخطاطين يعملون على تصميم الخطوط الأصلية، قصد الاستفادة من الثقافات البصرية الخاصة بالكتابات العربية.

أثير