هناء موهبة من جنين تحيي اللغة العربية .. تخطها على الملابس بدلا من العبارات الأجنبية المضللة

رحمة خالد

 خطوط منحنية ومتعرجة وأخرى مستقيمة تتابعها هناء بدقة وتظل أناملها تمارسها بشكل يومي كي تحيي لغة هي أم اللغات، ولتجعل الخط العربي سلاحا أمام الثقافات الدخيلة والإحلالية في العقول التي تتغرب شيئا فشيئا.

هناء محمد ٢٣عاما من بلدة يعبد قضاء جنين تحدت لدنيا الوطن كل التناقضات بين موهبتها بالخط العربي وتخصصها الدراسي في جامعة النجاح الوطنية، فتذكر هناء لمراسلة دنيا الوطن "استطعت أن أخلق روحًا من التحدي بين ما أنعم به الله علي من موهبة الخط العربي وتخصصي بالهندسة الكيميائية".

وتضيف هناء "إن الخط هندسة عبقرية يجب أن يخدم الحرف ويبرز جماليته وسأسخر مجال دراستي في خدمته عبر استخدام علم الألوان الكيميائية وتوظيفه لأحبار وألوان الخط".

فموهبة هناء كغيرها من المواهب التي لم تلق أي اهتمام منذ نعومة أظافرها وأهملت لفترة حتى يعي صاحبها موهبته ويطرق الأبواب المسؤولة لإخراجها للنور، فتذكر هناء "من الصعب أن يروض الشخص موهبته لوحده، فقد عانيت كثيرا حتى أنمي الخط وبخاصة أنه يحتاج لمراجع  وكل نوع له سر لا يدركه إلا من كان متبحرا في هذا المجال".

وتردف هناء حول المراحل التي كانت نقطة فارقة في تطور موهبتها قائلة "المرحلة الجامعية كانت كفيلة بالنهوض بمجال الخط العربي وفتحت لي آفاقا كبيرة حيث تعلمت أسس الخط على يد أحد الخطاطين المتعلمين في بغداد وتركيا، وقد لاحظت فرقا ملموسا بين التعلم الذاتي والتعلم على يد شخص متمرس".

أما أنواع الخطوط التي تخطها هناء تدرجت من الخط الكلاسيكي لخط الرقعة ثم الخط الديواني وخط الثلث، فتشير هناء "تدرجت بالبداية بأنواع الخطوط من السهلة  حتى الصعبة ومن ثم أنشأت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعية باسمي للخط العربي الأمرالذي ساعد على توسعة نطاق الناس المهتمين بهذا المجال، بالإضافة لمشاركتي في مجموعة من المعارض في عدد من جامعات الوطن والمؤسسات المحلية".

فغيرة هناء على لغتها الأم جعلتها تخطها على الملابس بدلا من العبارات الأجنبية المضللة التي يجهل معنى مفرداتها العديد من الأشخاص والتي تحمل في أغلب الأحيان عبارات بذيئة،  فتقول هناء" صممت تصاميم باللغة العربية  لمؤسسة أسوة الشبابية وكانت تحمل صورا للقدس وغيرها من الرسوم المشكلة من الخط العربي حتى نكون أفرادا منتجين ونلبس مما نصنع وبلغتنا الجميلة، وأعمل جاهدة على بيع أكبر عدد من اللوحات المخطوطة بالخط العربي ومدعمة برسوم تعبيرية حتى تزين كل منزل فلسطيني".

أما عرش أحلام هناء لا يزال معهد الخط العربي يتربعه، فتؤكد " أطمح بتأسيس معهد للخط العربي يخرج أجيالا فخورين بلغتهم يخطونها في كل ركن، وكبداية لهذا الحلم سأفتتح دورات تعليمية لطلبة المدارس في كافة المراحل وطلبة الجامعة لتأهيلهم على فن الخط".




دنيا الوطن