البحوث العلمية تؤكد أن الطفل يملك قدرة تعلم اللّغة العربية

وهيبة سليماني

قالت الدكتورة نصيرة زلال، مديرة وحدة البحث في العلوم العصبية المعرفية والأرطوفونيا بجامعة الجزائر2، الوحيدة على المستوى الإفريقي، في اتصال مع الشروق، إن ما يحدث هو"تخلاط" في حق التلميذ الجزائري وتجاوزات تتنافى مع الدراسات الأكاديمية العلمية لتعلم الطفل، وقالت إن كتب الألوان التي تطبع من طرف ديوان المطبوعات المدرسية مجرد"بزنسة" يجنى منها الملايين.

أوضحت الدكتورة زلال، المختصة في العلوم العصبية المعرفية و الأرطوفونيا، أن الطفل لدى بلوغه الـ6سنوات يصبح قادرا على اكتساب اللغة الأكاديمية وتعلم اللسان بعد أن نضجت كفاءاته المعرفية عبر اللغة الأم ومن خلال ذلك يستطيع تعلم العلوم والأدب دون ألوان.

 هناك مرحلتين تقول الدكتورة زلال، للنمو المعرفي لدى الطفل، وهي الاكتساب كعملية عفوية معرفية بداغوجية قبل الـ6سنوات وبعد ذلك يترك اكتساب اللغة وينطلق لتعلم اللسان، فيواجه مناهج علمية ويصبح لديه القدرة على التعلم بلغة النصوص المبرمجة، حيث استغربت من إثارة قضية"الدارجة"رغم أنها كانت تتحدث مع الوزيرة نورية بن غبريط في لجنة الإصلاحات التربوية، عن البحوث العلمية التي توصلت إليها وحدة البحث ببوزريعة، والتي تقر بأن الطفل يملك اكتساب اللغة الشفوية التي يتعلمها عفويا عبر 10  آليات قبل التمدرس، فيستطيع بكل بساطة تعلم اللغة الأكاديمية والعلوم بمختلف أنواعها.

شبهت في سياق حديثها التلميذ بالطائر الذي يراد قطع أجنحته رغم أنه يستطيع الطيران بكل حرية، حيث قالت إن الباحث و الفيلسوف السويسري جان بياجيه، صاحب تطور نظرية التطور المعرفي عند الطفل، يؤكد أن جعل الطفل في انفعالات إيجابية، ينمو ذكاؤه بغض النظر عن مستواه الاجتماعي، فكيف تأتي وزارة التربية اليوم وتتحدث عن الدارجة والتي -تقول- إنها لهجة الطفل مع جدته في السوق.

"الصدمة" حسب زلال، قد تأتي من تعامل الأستاذ مع التلميذ، وهي شيء اجتماعي وليست مبرر علمي، لأن الاختبارات الإكنيليكية لاكتشافها موجودة ومتوفرة.

شرحت الآليات الـ10التي يكتسبها الطفل قبل التمدرس، قائلة إن الطفل يتعلم أولا الصوتية الجسمية، والصورة الذاتية ثم الخط و اكتساب الفضاء والزمن ومدى الصوت وارتفاعه، وشدة الصوت وصداه وارتفاع الحروف والإيقاع، وهي آليات مشتركة لجميع أطفال العالم.    


الشروق