علي الرميص.. كمين اللون للحرف

قال الفنان التشكيلي الليبي المغترب علي عمر الرميص إن لوحاته مفهومة لمن يقرأ اللغة العربية وكذلك لمن لا يقرؤها، معتبرا أن تقليد الطبيعة واللهث وراء المدارس الأوروبية والغربية في الفن التشكيلي مضيعة للوقت.

وتحدث الرميص في حلقة البرنامج بتاريخ 27/8/2015 عن ولعه الشديد باللغة العربية واستخدامها في الفن التشكيلي.

ويقول إن المادة الأساسية في اللغة هي الكتابة، مشيرا إلى أن الخط له قواعد معروفة لا بد من اتباعها، و"أنا أرسم في الحروف وعلامات الأصوات".

ويضيف أن تجربته في الفن التشكيلي تستند إلى إقناع الطرف الآخر بموضوع الكتابة العربية من خلال استخدامه اللغة العربية في الفن التشكيلي.

وتابع أنه يطمح -من خلال استخدام اللغة العربية في عمله الفني- إلى إعطاء صورة حديثة لهذه اللغة من خلال الفن التشكيلي حتى تحتل مواقع متقدمة في العالم.

ثروة
ووصف الرميص اللغة العربية بأنها ثروة لا تفنى، وهي أكبر وأقدم لغة عاملة في التاريخ، وهي الوريثة لجميع الحضارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف أن اللغة العربية تحمل من مقومات المعجمية ما هو أوسع من كل اللغات الأخرى، وهي لغة حسابية رياضية وهي ميزة لا توجد في اللغات الأخرى. وأوضح أن الذين ابتعدوا عن اللغة العربية مبهورون بانتصارات غربية في مجالات أخرى.

وبشأن عدم شهرة المبدعين الليبيين في الخارج بالشكل الذي كان ينبغي أن يكون يقول الرميص إن الإبداع يأتي من خلال التشجيع والدعم، ففي زمن معمر القذافي كان الدعم يوجه لمن يستطيع توسيع دائرة نفوذ النظام أما مخالف النظام فيكون مطاردا.

كما أشار إلى أنه عندما يكون هناك تسويق صحيح لأعمال المبدعين العرب في الغرب فعندها يكون لأعمالهم نفوذ يؤثر في الآخرين اجتماعيا وأخلاقيا.


زاد: الخط عالمه وما هو بخطاط، الرسم صُنعته ولكنه لا يعترف بالمحاكاة، أحب علي عمر الرميص اللغة الأم فاقترب من حروفها بمقلةٍ خاصة مبتعداً عن تعاليم ابن مقلة، وجد مشتركاً بين اللون واللغة والانسياب فأسال النور على الجدران الأخرى، لن تجد في بيته لوحةً واحدة من لوحاته فالبيت للسكن والسكينة قبل الشروع في ترتيب الدنيا بحروفها الأولى.

المزج بين جمالية الرسم وسحر الحروف

علي عمر الرميص: المادة الأساسية في اللغة هي الكتابة يعني الأداة اللي هي العلامة التي تبين وتدل على صوت معين، بعدين تحول هذا إلى فن اسمه فن الخط وإن كان الذي أشتغل فيه أنا ما هو فن الخط، أنا لا أتبع القواعد التي وضعها ابن مقلة بالتحديد وعدم إتباع القواعد يخرج العمل من منظومة الفكر من منظومة الخط إلى مجرد كتابة، وأنا قلت زي قضية تجويد القران الكريم أنت تستطيع تقرأ القران ولكن ما لم تجوده أي ما لم تقرأه بقراءة مرتبطة يعني بقواعد التجويد لا يعتبر تجويدا، هذا هو بالضبط زي قضية الخط، الخط له قواعد معروفة لا بد من إتباعها حتى تستطيع تقول أن هذا خطا، الشيء إلي اعمله ما له علاقة بهذه المسألة أنا أرسم في الحروف أنا أرسم في علامات الأصوات، اللغة حتى مثلاً الإنسان يستطيع يقول كاف كلمة صوت الكاف لا بد يدله على علامة الكاف مثلاً كمثال يعني صار هنا تأتي قضية المدرسة إلي استخدم فيها أنا طبعاً إذا أردت رغبتي وتجربتي وقدرتي على إقناع الطرف الآخر في موضوع الكتابة العربية وما ورائها من ثقافة عربية ومن فكر إسلامي ومن فكر إنساني متعدد يأتي من خلال معاملتي في استخدام لغة الفن التشكيلي يعني الفن المرئي، أنا استخدم فيه وأطبق فيه على الكتابة العربية وبذلك الذي ينظر لهذا الإنتاج لهذا العمل يقرأه من باب أنه فن تشكيلي بأنه اللغة المفهومة للذين يقرؤون اللغة العربية والذين لا يقرؤونها، من هذا الباب هناك فرق يعني حتى الناس الذين لا يقرؤون اللغة العربي عندما ينظرون للوحات يكون عندهم تصلهم معرفة ورسالة فنية وجمالية وفكرية معينة مربوطة بهذه المسألة، يعني أنا عندي رؤيتي في قضية العمل الفني التشكيلي وأنا اعتبر أن تقليد الطبيعة الموجودة تضييع في الوقت واللهث وراء المدارس الأوروبية تضييع في الوقت، ولذلك أنا ما دخلت في هذا الإطار أنا أصبح عندي موقع معروف إلي يريد يخلط على الموقع هذا يتفضل عندي أهلاً وسهلاً به، لكن ما عندي حاجة بأن نمشي لأسواق هذه المدارس الغربية وأقلدها أو أنخرط فيها أو أحولها أو أأخذ هذا لا يحتاج، أنا حاسب بأنها طبعاً لا شك أن لها سوق وكثير من الناس يحبوها أهلاً وسهلاً بهم ولكن أنا ما عندي بها حاجة إطلاقاً، أنا اهتمامي الأساسي بهذا الموضوع أن يكون لهذه اللغة وهذا الفكر وهذا الرأي وهذا النوع من العمل الفني إلي أنا اعمل فيه أنا إلي هو يحاول يعطي صورة حديثة للغة العربية من خلال العمل الفني التشكيلي ليكون عندنا مواقع متقدمة في العالم في المتاحف العالمية وفي المعارض العالمية المتعددة وفي مثلاً زي ما تقول بيوت المزادات العالمية، هذه النقطة الأساسية إلي لها علاقة بعملي الفني.

سعدة الصابري: أنت كنت حريصاً دائماً إذاً على ربما أن توضح للمجتمعات الغربية جمال هذا الخط يعني عندما نتحدث عن فنون أخرى مثل الموسيقى مثل الصور والفن التشكيلي المشاهد الغربي يمكن أن يفهم أو يشعر وأن يحس بهذه الفنون، ولكن ماذا عن الخط العربي كون أن المشاهد الغربي لا يفهم هذه اللغة؟

علي عمر الرميص: أولاً ما هو معرض للخط إلي يجب أن نرجع من جديد لنفس المعنى هو معرض لتحويل علامات الكتابة العربية إلى فن تشكيلي إلى فن الرسم إلى فن يفهمه العربي قارئ اللغة العربية وغير العربية وبذلك الناس يجيئوا له ليش؟ الناس يأخذوا من الغربيين ولا غيرهم ليه؟ أنا عندي أعمال حتى في اليابان حتى في كوريا في المتاحف وغيرها يعني باعتبار أنهم أيضا عندهم قضية الكتابة إلي هي أشبه ما تكون بالعلامة وليست ما يسمى Phonetic إلي هي الحروف إلي هي..

سعدة الصابري: الصوتية.

علي عمر الرميص: أيوه أنتِ عارفة فالقصد يعني المتفرج الغربي ولا الشرقي من أقصى شرق العالم ولا من غربه يفهم هذه اللغة لأنها لغة مشتركة لغة مشتركة..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: نقطة مهمة جداً أخرى إضافية في هذه المسألة أعظم اختراع إنساني في الدنيا في التاريخ هو اللون، هو لون اللغة والكتابة كيف نستطيع إحنا نتفاهم نستطيع نؤلف الكتب وكيف تنتقل المعارف من جهة لجهة ومن بلد إلى بلد ومن جيل إلى جيل..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: هي اللغة وهي الكتابة إلي مكنت الإنسان من الوصول إلى الأمجاد العلمية والحضارية الآن..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: هذا كله لا من شك هو من فضل الله سبحانه وتعالى لولا قدرة الإنسان إلي أعطاه الله سبحانه وتعالى أنه يتكلم وبعد ذلك يكون علامات يتم الاتفاق عليها لأن الكتابة العربية على ما يتم الاتفاق عليها ما بين الذين يتكلمون اللغة العربية..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: بالنسبة لغير العرب هذه العلامات ما يعرفوها يعني ممكن يشوفوها جميلة شكل جميل يعني من ناحية التركيبة الجمالية ولكنهم لا يفهموها لكن في النهاية هي تحمل ثقافة عظيمة جداً عريقة جداً أنت عارفة اللغة العربية هي تستطيع أن تقولين أكبر لغة وأقدم لغة عاملة في التاريخ يعني هي الوريثة لجميع اللغات والحضارات التي نشأت في  الشرق الأوسط في شمال إفريقيا من 18 سنة.

سعدة الصابري: لكن ماذا عن أيضاً من تهمهم وتعنيهم هذه اللغة من ابتعدوا عنها؟

علي عمر الرميص: هذا ممكن هذا يدل على تعبير للشعب يقول لك طيح سعد يعني هذا يدل على طيح سعد، لا أكثر ولا أقل يعني هي هذه اللغة لعلك أنتِ مثلاً تستغربين أن هذه اللغة تحمل من المكونات المعجمية أوسع من كل اللغات الأخرى.

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: اللغة العربية في أيام الخليل في أيام الخليل إلي هو مؤسس العروض للموسيقى الشعرية..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: حسبها بأن اللغة العربية أيضاً فيها نقطة إضافية مش موجودة في اللغات الثانية وهي لغة حسابية يعني رياضية مبنية على الرياضيات، حسبها من ذاك الوقت عندنا المعجم العربي في ذلك الوقت من ألف ممكن و 350 سنة من ذلك الوقت المعجم العربي أكثر من 12 مليون، المعجم الفرنسي 100 ألف والمعجم الإنجليزي حجم 150 إلى 100 ألف..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: واللغة العربية 12 مليون من 1400 سنة فاتوا لو أن توليداتها الجديدة ونحتيات الجديد بتاع اختراعات العلوم أضافت لهذه اللغة عشرات الملايين أخرى إضافية..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: فهذه نقطة الناس نحن مش فاهمين هذا الموضوع لأننا مبهورين بانتصارات غربية في مجالات أخرى فيحسبوا أن هذه الانتصارات كفاية لكنها هي تجردهم من هذه الثروة العظيمة هذه إلي هي لا تقاس بثمن ولا تفنى، ثروة لا تفنى هذه كلما تصرف منها كلما تستخدمها كلما تكبر زي العلم..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: على حسب المحاورات أن العلم كلما أنت علمت الآخرين كلما ترسخ علمك وازداد علمك..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: كلما أهملت العلم بتاعك كلما نسيته، اللغة نفس العملية كلما استخدمت لغتك كلما تألقت وتوسعت وأصبح عندك قدرة على أنك تخترعي في اللغة وتزيدي في اللغة..

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: وكلما أهملتِها تموت زي بقية الأشياء الثانية..

أول معرض عام 1969

سعدة الصابري: أيضاً ما أبهرني خلال محطات مسيرتك هو أول معرض قمت بعرضه أمام المجتمع الغربي كان في عام 1969 حدثنا عن هذه التجربة.

علي عمر الرميص: كان زي ما تقول المشروع بتاع التخرج في كلية هو دبلوم ما هي، كان المادة هذه جماعة الكلية حسوا بأنها مفيدة وممكن تختلف عن المواد الأخرى فتم الاتفاق على أساس أن هم يعملوا لها معرض خاص فردي في متحف، وأنا لا زلت لهذه اللحظة عندي الملصق الأول الموجود بالاسم وبالرسمة الموجودة فيه وكل المسائل زي هذه قبلها كنت أنا سأعمل في بريطانيا معرض مشترك مع فنانين آخرين ولكن ما هو فردي هذا المعرض الفردي الأول إلي هو بالمتحف.

زاد: يهندس الرميص مسيرته بين الفن والغربة، يربط بين فنون العلم وعلوم الفن، فيتنادى مبدعو ليبيا في الخارج لينظروا فيما يمكن أن يقدموه للوطن، خطوة أولى لعلها تنتظر ما بعدها.

سعدة الصابري: يعني بالنسبة لليبيا لدينا قامات يعني لدينا قامات كبيرة لدينا علي الرميص في الخط العربي لدينا قامات في الكتابة قامات مغتربة ربما هناك من ركزوا عليهم من خلال الإعلام العربي أو الغربي ولكن هناك أسماء أيضاً ظلت مغمورة إلى يومنا هذا رغم إبداعها، فهل ترى أن اللوم يقع على المبدع الليبي نفسه في الغربة أم يقع اللوم على الدولة الليبية؟

حديث في الغربة والاغتراب

علي عمر الرميص: لا هو يقع اللوم على الدولة الليبية بكل الأحوال لكن هذا لا يعني أن المغترب الليبي ما عليه اللوم، هي الأصل في الفكرة أن الدولة تحمي أنها تريد تحمي مواطنيها وتعاونهم حتى يتألقوا حتى يبدعون، والإبداع هذا يأتي من خلال التشجيع والتعليم والتجربة وكل هذه القضايا هذه مش موجودة، كان الدعم إلي تعطي فيه الدول مثلاً زي الأنظمة الليبية القديمة وغيرها هو من يستطيع أن يتكلم بالنيابة عن نظام يوسع دائرة نفوذ النظام بكل الظلم إلي فيه مستغفلاً كل عقول البشر مش بس الليبيين بس.

سعدة الصابري: نعم.

علي عمر الرميص: أما الشخص إلي بان منه خلاف لهذا الموضوع مش بس يكون مهمل هذا مطارد، إحنا الليبيين كان الليبيين يضرب فيهم بالرصاص في الشوارع في الشوارع أنا نفسي عندي أصدقاء قتلوا محمد مصطفى رمضان صديق اعرفه قتل وهو خارج من صلاة الجمعة في المسجد المركزي في لندن..

سعدة الصابري: عمليات التصفية..

علي عمر الرميص: تصفية، محمود نافع هذا شخص نعرفه أيضاً محامي من جماعة طرابلس اعرفه حتى قبل ما أجيء إلى هنا هذا بعدما قتل محمد مصطفى رمضان بأسبوعين بس، دقوا على المكتب تاعه طلعوا رشوه ومشوا على حالهم، ولذلك بصورة خاصة الليبيين كانوا أكثر ممكن تحت ضغط أكثر من أي من المغتربين العرب الآخرين..

سعدة الصابري: لكن ربما أيضاً المبدع الليبي ليس لديه ثقافة التسويق لأعماله أيضاً كما هو الحال في بعض الجنسيات الأخرى؟

علي عمر الرميص: هذا صحيح هذا صحيح موضوع التسويق أن كثيرا من المغتربين العرب المبدعين وغيرهم يعني مش فاهمين مسألة التسويق من ناحية أخلاقية، كثير منهم يعتقدوا أن التسويق هو محاولة رمي نفسه على الناس يعني لم يعرفوا أن التسويق قيمته هو عندما ينجح التسويق الصحيح يكون عملك ورؤيتك عندها نفوذ أكبر لأنها انتشرت عند الآخرين، وهذا الانتشار يؤثر في الآخرين اجتماعياً وأخلاقياً وفلسفيا ويصبح هم عندهم قربى لثقافتك أنت وبذلك يصبح عندك أنت فرصة أكبر أنك توسع هذه الثقافة والمظلومية الموجودة عندنا إحنا يعني إحنا مظلومين العرب والمسلمين المعاصرين مظلومين لأن زي ما أنتِ شايفة يعني أن هناك كثير جداً من الظلم السياسي والاقتصادي وغيره لأن إحنا من ناحية إحنا مهملين إهمالا كبيرا جداً لأن دولنا ما عندها استثمارات حقيقية تنفع لتطوير إنسانية الإنسان العربي هذه النقطة الأساسية مش لأنهم ما عندهم فلوس حاطينها دول أجنبية هي عندهم بالمليارات ولكن هذه أشبه ما تكون بالإتاوة يعني أشبه ما تكون بالضريبة إلي هم يدفعوها حتى يبقوا في الحكم.

سعدة الصابري: الغربة عن الوطن والابتعاد عنه ليست دائما عملية اختيارية أحياناً إجبارية، لكن ربما ما يساهم في تخفيف هذه الغربة هو أن يصنع المغترب شيء إيجابي في المجتمع الذي يتعايش معه فيعني هل ترى بأن الذين اغتربوا ربما عن ليبيا بسبب سواء نظام قمعي وما إلى ذلك هل حققوا فعلاً مساهمات إيجابية من واقع ما رأيت؟

علي عمر الرميص: هو لا شك أن مثلاً في بعض المساهمات لا شك في ذلك والموضوع هذا لا يخص الليبيين المغتربين الليبيين فقط أنت تتكلمي على مجتمع عربي كبير الآن المغتربين من جميع أنحاء البلدان العربية موجودين في الغرب بعض منهم عندهم بعض المساهمات، النقطة الخطيرة في المسألة هذه أن غالبية المغتربين أيضاً يحملون نفس الأمراض والمشاكل إلي موجودة في مجتمعاتهم يعني الخلافات السياسية تنشأ ما بين دولهم أحياناً تنعكس على آرائهم في هذه البلدان أو الانتماء إذا كان هم عندهم انتماءات حزبية مثلاً الخلافات الحزبية ما بين بعضها وإن نقول تكلمنا هنا زي زمان حزب البعث ولا الحزب الشيوعي ولا حزب الإخوان المسلمين ولا غيرها من الأحزاب الانتماءات هذه بحد ذاتها تصنع جفاء أو مقاطعة أو اتفاق أو تعاون أو غيره ما بين المثقفين لأنهم يحملوا من ناحية يحملوا قضية قضايا متعددة يعني ما زلنا لم نصل لمرحلة المثقفين اللي عندهم الوعي الكافي أن يتجاوزوا هذه الخلافات الشخصية والمبنية على التجمعات الصغيرة هذه سواء الحزبية وغيرها واللي تمنع تكوين فائدة مجتمعية واسعة تؤثر ليكون عندها نفوذ داخل الغربة داخل البلدان إلي هم عايشين فيها مثلاً تأسيس جمعيات كبيرة جداً أو تأسيس مؤسسات كبيرة جداً أو تأسيس مؤسسات علمية وبحثية وغيرها.

سعدة الصابري: في هذا الإطار لديك الكثير من المشاريع من بينها مشروع علوم الفن وهي مشاريع تعيد ربما لهذا الجيل ولهذا هذه الحضارة حقها؟

علوم الفن لصالح فنون العلم

علي عمر الرميص: المشروع هو زي ما تحدثت هو نحن نريد أن تنشأ قدرة مشتركة ما بين المؤسسات الرسمية والعلماء والفنانين وأصحاب الخبرات المتعددة ليبينوا هذا الجانب وأنا سميته علوم الفن لصالح فنون العلم..

سعدة الصابري: جميل.

علي عمر الرميص: لأن الفن في العلوم والعلم في الفنون هو الحقيقة في فترة التغير اللي حدث في ليبيا كجزء من الربيع العربي أنا سعيت مع عدد من الأخوة لإنشاء ما سميناه المجمع العالمي للخبرات الليبية، إحنا عندنا عدد كبير من خبرات ليبية في الخارج كثير من هذه الخبرات خرجت من ليبيا هروباً من قمع القذافي وأسباب مشابهة لهذا الموضوع، كثير منهم احتلوا مراكز قيادية في جامعات في مؤسسات علمية في مؤسسات اقتصادية وغيرها وغيرها وأطباء وغيرهم فأنا اتصلت بأعداد كبيرة منهم قابلت عدد أيضاً كبير منهم ونظمت مؤتمرا بهذا الاسم هو مؤتمر المجمع العالمي للخبرات الليبية كان في يوليو في 2011، 16 يوليو 2011  وجاء المؤتمر هذا 250 أو ما شابه ذلك من العلماء وأصحاب الخبرات وغيره من المناطق المختلفة، وكان الهدف هو أن نحن مثلاً نجمع أقل شي بالتعارف وأقل شي بالاتصال يعني هؤلاء الناس يكونوا قادرين بأن يعرفوا بعضهم يتصلوا ببعض يعني لأن أنا في خلال التحضير في خلال إقناع الناس بالرسائل وبالاتصالات الهاتفية أنا قعدت فيها ثلاث شهور لتجهيز هذا وبعثت ورقة انتقلت من ممكن من نيوزيلندا لكندا الورقة هذه خلال الـ emails وغيرها ما بين الليبيين الآخرين يعني وأصبح عندنا مجلس أمناء كل هذا موجود ولكن زي ما حدثتك تفعيله بالشكل الصحيح ما يأتي إلا من خلال دولة مستقرة.

زاد: كم كان علي الرميص يتمنى لو أن تمثال أوغست كونت هذا أمام السوربون كان لابن خلدون، فهو لا ينفك يذكر بفضل العلماء العرب على غيرهم، ولكنه يعترف لأوروبا بفضل تبويب المعرفة وتيسيرها ويغرف من علومها وفنونها وهو ينصب كمين اللون بالحرف، فيأتي بما يميزه عن الخطاطين والرسامين في آن، وبما يجعله مدرسة فيما حول الخط العربي متونٍ وهوامش.

أخبار السعودية