علاقة بين الفن رسما والخطوط، الخط نفسه فن والخطاط فنان برؤية وحرف، يعبر عن نفسية الشخص وما بداخله ايضا كما الفنان في اي ميدان.
يقول الخطاط ياسر الجرابعة، رواد معرض الخط العربي يرون بالضرورة الخطاط من خلال احرفه كما البيئة في حياة الشاعر، والموسيقى في عمل الفنان.
ويزيد الخطوط والفنون مترابطة جداً مثل الخط والزخرفة والخطوط الأخرى تسير في سياق واحد، ما يميز الخط العربي انه يعبر عن الفن الاسلامي تحديدا.
ويؤكد ياسر الجرابعة الخطاط الأردني الذي مثل الاردن اخيرا في ملتقى لبنان الدولي الاول للخط العربي، ان الامة الاسلامية اعطيت هذا الفن دون غيرها من الامم الاخرى، فالخط عربي اسلامي دون ان يتبادر الى ذهن المار من امام اية لوحة مخطوطة،  اية أمة اخرى او جنسيات او قارات او مذاهب او اديان اخرى، وهو ما يعتبر رسالة بذاته.
الخط العربي، يعاني، وفي ازمة ومعرض لهجمة، في ظل تطور تكنولوجي وحضاري الا انه رغم كل ما ذكر يبقى رمز المة الصادق ولسان حالها الذي لا يخطىء.

الرسم بالحسوب

أصبح الآن بالإمكان رسم الخطوط بالحاسوب، كما أصبح بالإمكان إنشاء لوحة تركيبة بهذه الحروف المرسومة؛ لينتج لوحة خطية تقارب ما ينتجه الخطاط، ما رأيكم بهذه الخطوات، وما حدود استخدام ذلك؟.
يقول الخطاط  الجرابعة ، كما في اي مجال، التطور مرغوب، ومن الجميل التغير النمطي، اذ  فيه اثراء للخط ، من الامور المشجعة على استخدام هذه الادوات، ان بعض الناس لا يتذوقون الخط بطريقته الكلاسيكية البحتة، لذا مزجت هذه الحروف بألوان وارضيات قد تلبي رغبات البعض وهو تغيير جيد بشرط المحافظة على ميزان الحرف العربي وقواعده.
يجدر الاشارة الى ان الاستعانة بالحاسوب احياناً يكون امرا محمودا، وفي احيان اخرى يكون مذموما،  فاذا استخدمها الخطاط بتحسين صورة اللوحة فهذا شيء جيد، اما اذا اعتمد بكل شيء فان ذلك مرفوض فالكتابة باليد هي احساس يخرج للضوء يشكل لوحة متناغمة.
* نشهد اليوم إقامة معارض للخط العربي في كثير من البلدان العربية والإسلامية وبعض الدول الأوروبية، ما أهمية إقامة مثل هذه المعارض ولاسيما في الدول العربية؟ .
يضيف الخطاط  الجرابعة هذه المعارض مفيدة جداً للخطاطين من ناحية التمازج ونقل الخبرات والمدارس الخطية والزخرفية، ومن ناحية اخرى قد يكون فيها منفعة مادية للفنان لان الفنان بالنهاية انسان وصاحب اسرة وعليه التزامات ماديه ترهق كاهله احياناً ، في بعض البلدان العربية كالامارات العربية المتحدة، مثلا هناك نهضة ثقافية وخطية رائعة ودعم واضح للفنان والخطاط ، ومؤخرا وللاسف الشديد من يتولى رعاية المسابقات الخطية ويضع الجوائز ويدعم ويقدم ويستضيف هي تركيا ، وفي اقامة المعارض في الدول الاوروبية نقل حضارة وثقافة للاخرين وهو شيء جميل ولابد منه لايصال هويتنا وحضارتنا.

اهتمام ودعم

من خلال خبرتكم الطويلة في هذا المجال كيف ترى واقع فن الخط وتراثنا العربي المخطوط اليوم ، وهل من أشخاص يحملون الراية نحو التطوير أم الجمود؟ ويقول الخطاط  الجرابعة نعم هناك الكثير ممن يهتمون ويعطون هذا المجال الفني والارث الحضاري، اهتماما واضحا، ودعما مميزا، ففي مصر والعراق ولبنان والاردن والمغرب والسعوديه ومصر والخليج ، هناك من يسعى الى تطوير واثراء الخط بما يخدم هذا الفن الرفيع، ويوصل رسالته السامية.
من اكتشف موهبتك ؟.
ويضيف الخطاط  الجرابعة بدأت مسيرتي من الصفوف الابتدائيه عندما كان استاذ اللغة العربية يجعلني اكتب امام الطلاب على السبورة في درس الخط والنسخ فهو من اكتشف موهبتي وشجعني ، وهل الخط مهنة يمكن التفرغ لها؟ ، نعم في الوطن العربي عموما لا يمكن ان تعيش من خط لوحات فقط، نعم صحيح ان البعض يحظى باسعار خيالية للوحة فنية، ولكن هذا حدث بسيط، الغالبية تعمل الى جانب الخط.
حدثنا عن طقوسك في الخط، الادوات مثلا؟.
يقول الخطاط  الجرابعة اكتب مباشرة باستخدام الادوات القديمة التي استخدمها كبار الخطاطين، وهي البوصة والمحبرة التي تحتوي الحبر العربي بألوانه.
اخط الايات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة، والحكم والعبارات التي تحتوي على مضمون جميل كالاخلاق والعشق وغيرها، وابرز اساتذتي وقدوتي في ميدان الخط العربي الاستاذ مثنى العبيدي والاستاذ يعقوب شاوريه اما مثالي الاعلى بالخط فهو العملاق الاستاذ عباس البغدادي.

 هل أقمت معرضا خاصا؟

ويضيف الخطاط  الجرابعة  شاركت بمعارض داخلية، ولكن بعد ان اصبحت عضواً في الاتحاد العالمي للخط العربي والزخرفة الاسلامية، اصبحت اشارك من خلال الاتحاد بملتقيات ومعارض عالمية وعربية تضم كبار الخطاطين العالمين وهذه اضافة نوعية لم تتسنى لي الا من خلال الاتحاد العالمي الذي يقدم للخطاطين نقلة نوعية من خلال المعارض والمشاركات العربية والعالمية والملتقيات الدولية لكبار الفنانين والخطاط الاردني مظلوم فهو يعاني من قلة الدعم من جهة وزارة الثقافة او الجهات الرسمية واقامة المعارض مكلفة ولايستطيع دفع تكاليفها والشركات الخاصة لاتهتم بهذا الفن وتنظر اليه على انه فن هامشي.

كلمة أخيرة لعشاق الحرف العربي؟

 يقول الخطاط  الجرابعة الخط العربي هوية حضارة وثقافة تعرفنا بها الشعوب الاخرى، حافظوا على هذا الفن وابذلوا من اجل رفعته الغالي والنفيس، هو طريق لاحياء الهوية.

الدستور