وفاء الراجح: دور النشر تطبع ما هبّ ودب

مساعد الدهمشي

وصفت الكاتبة وفاء الراجح الأدب والشعر في الماضي بأنه كان تهذيباً للنفس، حروفه الخُلق وحركاته الفضيلة، نشأ وترعرع على مبادئ عظيمة، فالشعر أكثر الفنون هيمنة في ذلك العصر، كان مرصوفا رصف النجوم في السماء لسهولة حفظه وتداوله بين العرب.
وقالت صاحبة كتاب «لا شيء يخرج من هناك» إن الشعر قد تناول عدة مواضيع من أبرزها الغزل والفخر والحماسة والحرب والرثاء إضافة إلى المدح، واتسعت دائرة اللغة وتفرعت أغصانها حتى وصلت إلى شتى أقطار العالم، أصبحت تفتح البلدان، تُعمر الأوطان، تنفي الأديان.
وعن تاريخ الأدب قالت «الراجح» تعرض تاريخ الأدب إلى عدة مراحل مما أدى إلى فتح سجل جديد في بناء هيكل الكلمة شعراً، ونثراً، وخطابة، ومسرحا، قصة، ورواية، أما في هذا العصر فقد اختلف توجه الأدب ومواضيعه، أصبح توظيف الكلمة تاريخياً، اجتماعياً، ونفسياً، وفلسفياً.
وعن المعوقات التي غالبا ما تواجه كل كاتب أو أديب قالت: «إن العقبات التي يمكن أن يواجهها الكاتب: ضياع الفكرة، وحبكة الحشو، وسبك الحرف، وضعف الفصاحة، وقلة الثروة اللفظية، والشعور بالإحباط والفشل. والكاتب الناشئ يعاني من رهاب الضوء، ومجهر القارئ وعدسة الناقد».
وعن الملتقيات الأدبية قالت: هي جيدة بعض الشيء لكننا في الوقت الحاضر، بحاجة لإبراز اللغة العربيّة بشكل أقوى، فالاختلاط بالثقافات الغربية والحضارات اللغوية يضع لغتنا بموقف ضعف، يجب علينا تكثيف الوِرش الكتابية، وتزويد القرّاء بصالونات أدبية، وندوات لدعم اللغة، الحوار والنقاش الهادف يبني مستقبلاً لغويا جيدا في الجيل القادم، وتمنت للغة العربية صحوة تنفض عنها سباتها العميق كما وصفتها.
وأضافت أن الحركة الثقافية بطيئة تحتاج للهمم، والعزيمة، لتقف على أقدامها مُعافاة من العلل، مؤكدة أن هناك دور نشر تطبع كل «ما هب ودب» من الكتب الرديئة، أتمنى العمل بمصداقية تامة والتدقيق في المادة المطبوعة قبل أن تؤهل للطباعة والنشر والتسويق، مبينة أنها لا تتهم أحدا في ضعف اللغة العربية وأنهم جميعا مسؤولون ومذنبون في بطء الحركة الثقافية.

الشرق