لغة العربيزي خطر يداهم العربية في شبكات التواصل

 انتشرت مؤخرًا لغة جديدة يستخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حملت اسم «عربيزي»، يقوم من خلالها رواد التواصل بعمل «كوكتيل» لغوي، يتكون من بعض أحرف اللغتين العربية والإنجليزية والأرقام والرسوم التعبيرية، ولا تخلو تعليقات الشباب في المواقع الاجتماعية من حروفها.

وفي الوقت الذي يجده البعض تشويهًا للعربية، يراه آخرون صرعة وموضة تأخذ وقتها وتنتهي، وليس لها أي تأثير سلبي على اللغة العربية.
العربي أحسن
وأمام هذه التحول الغريب، برزت حملة «العربي أحسن» التي أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل على مستوى العالم العربي، وذلك للمطالبة باستخدام اللغة العربية في كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو في حياتهم اليومية عمومًا، بدلاً من كتابة الكلمات العربية بحروف وأرقام إنجليزية، ولاقت الحملة رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة «تويتر»، حيث احتلت المركز الثالث في قائمة الأعلى تداولاً.
لغة الفراعنة
وتعليقًا على هذه الظاهرة يقول الدكتور عبدالفتاح الأسمر، الخبير في تاريخ اللغات: إن لغة الرموز والرسوم استخدمها الفراعنة وغيرهم من شعوب الحضارات المختلفة في التعبير عن تراثهم وثقافتهم وتسجيل أحداثهم، ولكن لا يجب أن نغفل أن هذه الرموز كانت هي اللغة الوحيدة التي يمكن من خلالها التعبير بالكتابة.
ولفت الى عدم وجود مبرر لدى الشباب للجوء لمثل هذه اللغات المصطنعة، مشيرًا إلى أن هذا الكوكتيل من اللغات المختلفة يجعل وقت الشاب يضيع في البحث عن الأرقام والأحرف المختلفة، بخلاف وجود لغة واحدة يكتب من خلالها أفكاره، وطالب بضرورة وجود أداة لتقنين حالة العشوائية على مواقع التواصل الاجتماعي في كل شيء، مشيرًا إلى أنها أصبحت عالمًا موازيًا خارجًا عن سيطرة كافة أجهزة الرقابة، وإطار التوعية والنصح والإرشاد.
جيل مختلف
وفسرت خبيرة علم الاجتماع هبة عبدالمجيد، خروج مثل هذه الظواهر على السطح بين فئة الشباب لعدة عوامل، من بينها حب الشباب اكتشاف أشياء تعبّر عنهم وعن اختلاف جيلهم عن الأجيال السابقة، محذرة من أنه في حالة نشوء الشاب رافضًا للغته سنجد في المستقبل أبناءنا يتحدثون بلغة بعيدة عن العربية مثلما حدث في شعوب شمال إفريقيا بسبب الاحتلالين الفرنسي والإيطالي.
 

صحيفة صدى