|

لغتنا العربية النضالية.. في موت سريري
أ. ربى مهداوي
عندما زرت مكتبة تدعى الجريري في ولايه كاليفورنيا /اناهيم أدركت بعد الدردشه مع صاحبها أن اللغة العربية ما زالت قوية بوجودها، ومعبره بمبتدئها، ومساهمة بخبرها، وفاعل مستمر في لغتها بين الجالية العربية.
وجدت نفسي ادخل في زوايا المكتبه، وكأنني اطير في أسطر كتب واحرف مزينة بحركاتها الساكنه والمنونه، بحثت بين الكتب عن عبد الرحمن منيف، دان براون، محمود درويش، قاسم امين، وغيرهم ....، أصابني الفضول المعتاد للسؤال حول مدى تجاوب شباب العرب الامريكان مع تلك الكتب، كان هنالك مبادرات كثيرة لشراء كميات من الروايات العربية من قبلهم، فالأحرف الأبجدية تتحدى بسيفها اللغوي لغة الأمريكان الأم، والمقاعد الدراسية، والمناهج التعليمية.
ما زال الشباب يبحثون عن أصلهم وتاريخهم وجذورهم، كنت أعتقد أن اللغة العربية وجودها الثانوي هنا سيساهم ويدعم في حفظ مصطلحاتنا العربية الوطنيه المتواجدة في شرقنا الاوسط، وأن الغربة لن تمحي ثقافتنا ونهجنا: الحرية، الحق، الارض، القيم، الكرامة ، العزة، الشهيد، النضال، المقاومة، والعطاء .... الخ، بعدما كنت اندهش كثيرا من نسيان ممارسة البعض للغتهم في مجالسهم اليوميه، وكأنه شيء مفتخر و برستيج عالي، رغم أن الأمريكان اذا أرادوا أن يتعلموا لغتنا هو من باب المعرفه والقدرة على إدراك ثقافة الشرق وليس لجعلها بديل.
ولكن أصبحت أدرك الآن أن المكان الجغرافي والمكان البيئي ليس له علاقة بتكريس اللغة العربية السليمة أو التخوف من حذفها ، لان ما ينشر من مصطلحات عربية معاكسه لثقافتنا السياسيه النضاليه عبر شاشات الوسائل الإعلامية يؤكد أن الحرب لم يعد فقط سلاح، وإبادة، وغزو ثقافي، وفقدان أخلاق وإنسانية، وإنما فقدان اللغة العربية بقوتها ومعناها، والتخوف بامحاء لغتنا، والذي سيبدأ من قعر دارنا ب الادعاء أنها تعيش بمرحلة الموت السريري الآن، من خلال تحول مفهومها الى وجهة نظر عبثية مسيسه.
من الواضح أن تعدد الأدوات الحربية قد تجولت في بحر لغتنا الأم ولغة القرآن الكريم، وأن انعكاس اللغة في مفاهيم نضاليه تؤكد و كبداية أن مرحلتنا لم تعد قضية فقط أرض، وانما حق لصراع وجودي.
نحتاج إلى سنين لنعيد ترميم ما نخسر الآن - اذا استطعنا - من فكر ساذج، وسياسة سطحية، وجهل سلوكي، لما آلت إليه الشعوب العربية في كل بقاع العالم ، دون أن ندرك أننا مساهمون فعليا في محي اسطرنا العربية التاريخية.
وطن
|
|
|
|