لغتنا هويتنا

أ. أحلام تويت

 بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية:

ماذا نقول وقد أضنانا التفكير في مستقبل اللغة العربية، هذه اللغة التي وثقها الله تعالى في كتابه الكريم.
ماذا نقول ونحن نسمع لمذيعي ومذيعات التلفزة والإذاعة أخطاءً كثيرة في النصب والرفع والجر؟
ماذا نقول لمن هاجر وترك بلده؟ هل سيجد لغة أعظم من لغته ؟هل سيفتخر بتاريخ وأرض أجلّ وأسمى من تاريخه وأرضه؟
الأيام تمضي وخوفنا شديد على مستقبل أولادنا وخاصة الصغار منهم الذين لم يتمكنوا من معرفة حروف الهجاء بعد... الذين هاجروا مع آبائهم دون السادسة من العمر...
ماذا نقول عن طلابنا وطالباتنا في مرحلة التعليم الأساسي الذين يخطئون بقراءة دروسهم وأناشيدهم، وسؤالنا أين الخطأ؟ وكيف نتدارك مستقبلاً هذا الضعف؟ وإذا ما عرّجنا إلى النحو نرى ضعفاً أكبر، فهناك طلاب لا يميزون بين الاسم والفعل، ويتعاملون مع الإعراب وكأنه أحجية أو لغزاً فمرة يقولون: مفعول به ومرة مضاف إليه، ونتساءل: ألم يعرفوا بأن المضاف إليه مجروراً والمفعول به منصوباً؟ والأقبح من ذلك أنك ترى معلماً أو معلمة قد عربت الكلمة للطلاب بشكل خاطئ وعندما يُراجع هذا المعلم يبدو وكأنه قد دخل في الحائط لأنه هو أيضاً غير متمكن من قواعد اللغة العربية بشكل صحيح، لذلك نرجو من المهتمين والقائمين على العملية التربوية أن يُكثروا من دورات التقوية للمعلمين في قواعد اللغة العربية أولاً، وأن تذاع في التلفاز حلقات تربوية تعليمية لزيادة كفاءة المعلمين والطلاب باللغة العربية على حدّ سواء، وأن تكثف حصص اللغة العربية في المدارس وخاصة الابتدائية ، وأن نشجع أبناءنا على المطالعة، وأن يكون هناك تعاون بين المعلمين والآباء لغرس حب اللغة في نفوس شبابنا وشاباتنا، وأن نبعدهم عن التكلم باللغة الأجنبية قدر المستطاع واستبدالها بكلمات عربية فصحى، وكلنا يرى ويسمع ما يحدث على الهواتف النقالة من أخطاء فادحة وركيكة باللغة العامية أثناء المحادثات التي تجرى باسم التواصل الاجتماعي.
وأخيراً : نتمنى من الجميع أن يعودوا إلى لغتهم ويعتزوا ويفتخروا بها فهي التي تجمع العرب من مشرقهم إلى مغربهم، إنها لغة الضاد ، لغة القرآن الكريم، لغة آبائنا وأجدادنا العظام على مدى العصور والأزمان.
لغة إذا وقعت على أسماعنا          كانت لنا برداً على الأكباد
ستظل رابطة تؤلف بيننــــا          فهي الرجاء لناطق بالضاد ِ
 

الفداء