كلنــــــا فخــــــرٌ بلغتنا العربيــــــة

أ. ريهام فتحي عبدالرحمن

 اللغة هي هوية الأمة ووعاء ثقافتها وحضارتها وهي انعكاس لنهضتها وازدهارها، فاللغة أساس وجود الأمم وبغيابها تغيب الأمم وتندثر، وعلى مستوى المخلوقات فان اللغة هي ما تميز بني البشر عن غيرهم من المخلوقات وهي أرقى درجات التواصل بين بني البشر. 

وبالتعمق في مفهوم اللغة فإنها على مستوى الأفراد تمثل شخصية الإنسان وهوية فكره وثقافته، فالتعبير عن مكنون شخصياتنا وفكرنا لا يكون إلا باللغة وبالانتقال من العموم الى الخصوص، فإن لغتنا العربية من أعرق وأرقى اللغات خاصة انها ارتبطت بالعبادة، فهي لغة القرآن والاسلام وانتشرت بانتشار هذا الدين العظيم.
وليس عبثاً ان يختار الله عز وجل اللغة العربية لتكون لغة خاتم الرسل ولغة الوحي، وذكر الله عز وجل في كتابه «إنا أنزلناه قرآناً عربياً»، وذكر ايضا «قرآنا عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون» فهذا تكريم واصطفاء من الله عز وجل لهذه اللغة مما يدفعنا للفخر بكوننا من الناطقين بهذه اللغة. 
اللغة العربية عريقة وقديمة في التاريخ ويرجح بعض المؤرخين والعلماء انها من اوائل اللغات على الارض، وهي من اثرى اللغات بالمفردات والمرادفات، وتملك أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات، حيث تتوزع مخارج الحروف بين الشفتين إلى أقصى الحلق، وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروفاً أكثر عدداً ولكن مخارجها محصورة في نطاق أضيق ومدرج أقصر. 
ولعل أشد ما يندى له الجبين في وقتنا الحالي ان نجد الكثير يتغنى ويتفاخر بلغات الغرب ويخجل من اللغة العربية كما ويتسابق الأهالي لجعل ابنائهم يحترفون اللغة الانجليزية ولا يولون اهتماماً للغتهم الأم بل ويحرص البعض بالحديث مع ابنائه باللغة الانجليزية وما هذا إلا كسر للهوية العربية الإسلامية وانتشال للشخصية.
فاللغة كما تقدم هي فكرة الشخص وشخصيته فاذا تخلى عنها تخلى عن هويته وما اصبح إلا تابعاً للأمم الأخرى بهوية منزوعة، انه لمن الرقي ان يتفاخر ويتمسك الفرد بلغته وخاصة اذا كانت هذه اللغة هي لغة القرآن.
ختاماً.. أتمنى أن نتدارك خطر زوال الهوية العربية باعادة غرس اهمية اللغة العربية وضرورة الاعتزاز بها خاصة للأجيال الحديثة الذين يواجهون أكبر خطر لضياع لغتهم وبالتالي ضياع هويتهم.
 

الأيام