عودة حميدة

أ. نورة المسيفري

 يمثل قانون حماية اللغة العربية، الذي نال مشروعه موافقة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي عودة حميدة للفطرة السليمة بعد عقد من التغريب الذي صدّر اللغة الإنجليزية وصورها كمفتاح ذهبي يفتح كل الأبواب العصيّة، وكأن اللغة العربية -وعاء الدين العظيم- عاجزة عن فتح تلك الأبواب، رغم أن التاريخ يحفظ سير العرب الفاتحين من أقصى الأرض إلى أدناها الذين لم تمنعهم لغتهم العربية من إقامة الحواضر العظيمة على أراض لم تتحدث بها يوما.

حواضر صامدة حتى اليوم وستبقى لأنها بنيت على أسس الإخلاص للدين والوفاء لكل ما يمثله كاللغة.
اللغة العربية حافظة تراثنا ومرآة هويتنا العربية الإسلامية الأصيلة لا بد أن تعود لتتصدر اللغات على أرض قطر، فكم عانينا -ولا نزال-ممن يحدثونا بلغتهم في عقر دارنا!!.
إن مشروع حماية اللغة العربية يتضمن إلزام الوزارات والمؤسسات باستخدام اللغة العربية، كما تلزم المؤسسات التعليمية التي تشرف عليها الحكومة باستخدام اللغة العربية في تعليم كافة المعارف والعلوم بها، فما نجحت به في عصور الحضارة الإسلامية لن تعجز عنه الآن ونحن نصارع المتغيرات اللاهثة.
وأدعو الآباء والأمهات للحرص على أن يتخرج أولادهم وقد حصلوا على تعليم مميز لمنهجين هما التربية الإسلامية واللغة العربية في المرتبة الأولى ولا يغفلان عن علوم الدنيا الأخرى.
فإذا كانت اللغة الإنجليزية مفتاح الأبواب الدنيوية فالدين ولغة القرآن مفتاحا الجنة بإذن الله تعالى شرط العمل بهما، وهذا ما أتمناه لقرائي الأعزاء.

إضاءة
لغتنا العربية رائعة، فلا تحرموا الأجانب الذين بلغوا نسبة كبيرة من السكان من تذوق جمالها وروعتها وفهم إصرارنا على حمايتها من خلال دعم مراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين، كمركز جامعة قطر، ومركز عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي.
 

العَرب