إلى وزير التربية في عام القراءة

أ. عائشة سلطان

 بما أننا نشكو دائماً من تدني نسبة القراءة بين الشباب، وطلاب المدارس تحديداً، وبما أننا أضفنا للشكوى الأساسية شكاوى أخرى، كتوجه طلابنا وشبابنا للقراءة بالإنجليزية، وضعف مستوى اللغة العربية لديهم قراءة وكتابة، فإن أمامنا اليوم فرصة ذهبية لمعالجة هذه الإشكالية الخطيرة، أولاً، لأن القيادة السياسية أعلنت 2016 عاماً للقراءة.

وبذل كافة الإمكانات لترسيخها بين أفراد المجتمع كسلوك وكقيمة ثابتة، وثانياً، لأننا متفائلون بحكومة المستقبل التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ووضعها أمام تحدي نيل ثقة القيادة وثقة الشعب، وعليه، فإن تكريس التوجه نحو القراءة، يقع على عاتق بعض مؤسسات الدولة، التي تأتي في مقدمها وزارة التربية والتعليم، ثم وزارات الثقافة والتعليم العالي وشؤون الشباب.

بالنسبة لوزارة التربية والتعليم، ولنكن صريحين بما يكفي لوضع النقاط على الحروف، فإن الطالب إذا لم تغرس فيه الأسرة والمدرسة عادة القراءة منذ نعومة أظفاره..

فإنه لن يتعلمها أبداً بعدما يتخرج ويلج مجال العمل، ويرزح تحت أعباء المسؤوليات، والحقيقة، مدارسنا للأسف، ومنذ سنوات طويلة، أهملت المكتبة والقراءة واللغة العربية، وبشكل مؤسف ومخجل، تحت شعارات التطور وادعاءات التجريب وبيوت الخبرة الأجنبية، باختصار، لقد أهملت اللغة العربية، ما قاد لضعف التوجه نحو القراءة، وخاصة القراءة باللغة العربية لصالح الإنجليزية!

اليوم، يمكننا أن نطالب وزير التربية والتعليم بإعادة الاعتبار للغة العربية، بزيادة نصيبها في جدول الطالب، وبجعل القراءة درساً رئيساً في هذا الجدول، وليس مجرد حصة احتياط بلا أهمية على طريقة (طلعوا أي كتب واقرؤوا بلا نفس)، فهذه العشوائية والاحتقار للقراءة، يجب أن تنتهي إلى الأبد، لأنه حين يجد الطالب أن معلمه لا يقرأ..

ولا يقيم للقراءة وزناً ولا احتراماً، فإنه لن يقرأ في حياته كتاباً واحداً، بل وستتحول القراءة عنده إلى حالة من السخرية، وسينظر إليها بدونية، وهذا أسوأ ما يمكن أن تقوم به المدرسة في حياة أي طالب، أن تجعله يكره ويسخر من القراءة!

كثير من مدارسنا حتى الشهر الماضي، كانت بلا معلمين، والكثير الكثير بلا أمناء مكتبة، وكل مدارسنا بلا حصة مكتبة أو قراءة رئيسة في الجدول المدرسي، على معالي وزير التربية، أن يعين أمناء مكتبة محترفين في كل المدارس، بحيث لا يقتصر دورهم على رصّ الكتب على أرفف المكتبات والتفرج عليها، لأن لا أحد يفكر في قراءتها، أمين المكتبة عليه أن يتحمل عبء جدول مدرسي حقيقي..

وأن يعلم الطلاب مهارات القراءة، وكيفية اختيار الكتاب والتعامل معه، نحن بحاجة إلى نوعية متطورة من أمناء المكتبات، يقومون بدورهم التربوي والفاعل، بالتعاون مع معلمي اللغة العربية وغيرها من المواد.
 

البيان