المحفاظة وهل يصلح العطار؟

د. أحمد شقيرات

 جاء في كيفية محافظة السيدات على رشاقتهن، وكأنها حديث الساعة، ما يلي: سبيل المحفاظة على الرشاقة والجمال والجاذبية. عندها تذكرت مذكرة لرئيس مجمع اللغة العربية الحالي الدكتور خالد الكركي وهو أستاذ في اللغة العربية، وجهها إلى مؤسسات الحكومة ودوائرها وكل الجهات ذات المخاطبات الرسمية ومنها الصحف والإعلام، للحفاظ على (لغتنا الجميلة) على رأي الأستاذ فاروق شوشة الذي كان يقدم برنامجاً رائعاً عن هذه اللغة لكنها في ستينيات القرن الماضي بهذا العنوان. وبالرغم من حرص المجمع والقائمين عليه على هذه اللغة أضحت غريبة تبكي حالها اليوم وتهيِّجها للبكاء كل هذه الأخطاء اليومية في مختلف مخاطباتنا الرسمية وغير الرسمية وبخاصة في وسائل الإعلام مسموعاً ومقروءاً ناهيك عن العامية، كما هيَّجت حمائم بستان إبراهيم بن المهدي أحد الأعراب المارين به فخاطبها قائلاً:

فقلت لها وُقِيْتِ سهام رام
        ورُقطَ الريش مَطْعَمُها الجُنوب
كما هيّجت ذا حزن غريباً
        على أشجانه فبكى الغريب
وحق للغتنا الجميلة أن تبكي على حالها لأن كل محاولات الإصلاح من الخيِّرين من أبنائها تذهب أدراج الرياح في عصر التكنولوجيا والعربيزي وأشباه ذلك من أمراض العصر اللغوية. التي أصابت العقول والقلوب قبل الألسن حتى أضحت لغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم الذي أعجز أهلها البلغاء وطمس على لهجاتهم التي لا تحصى واختار أجملها وأفصحها وأيسرها على الألسن، وأكثرها دلالة على المعنى، أضحت تسخر من أهلها كما سخر أعرابي من زوجته وقد رآها تتزيّن فقال:
عجوز تَرَجّى أن تكون فتيّة
        وقد لَجَت الجنبان واحدودب الظهر
تدُسُّ إلى العطار سلعة بيتها
        وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
 

الرأي