
عام ثورة اللغة العربية الكبرى
م. صفوان قديسات
بانتظار " إذاعة مجمع اللغة العربية " .. أردد مع أستاذنا حيدر محمود في رسالته الاستذكارية لشيخنا شيخ الضاد الراحل العلّامة ناصر الدين الأسد : " ولكنه الظلم الأشد مضاضة ، وأخطر من أعدائها أصدقاؤها .. وما أكثر الكتّاب بل ما أقلهم وأزيد من قرائهم شعراؤها " ، وأردد مع أستاذنا الدكتور خالد الكركي : " من جراح الأمة تأتي جراح لغتها " .
ولقد كافح الراحل الأسد مع رفاقه العرب لتكون اللغة العربية حاضرة في الأمم المتحدة ، الأمم التي أبدع في مخاطبتها سمو ولي العهد قبل أشهر قليلة : نصّاً ، ولغة ، وأداءً ، الأمم التي ما تزال شركاتها الكبرى لا تعترف بلغة الضاد في منتجاتها بحجة أن أهلها لا يعترفون بها ! ، ومن من الحقيقيين - ولا يسبق كلمة الحقيقيين موصوف ، فهي صفة وموصوف ، من منهم لم يفرح بقرار حماية اللغة العربية بالقانون والذي تبنّته الدولة مؤخرا ؟ ، هم يعرفون أن لصاحب "حماسة الشهداء" برئاسته مجمع اللغة العربية عزيمة تمكنه من الاستمرار بخطواته إلى الأمام في سبيل العربية وعلى يمينه " الحقيقيون " ممن يزيدون جمالا بكتابتهم أو لفظهم بها من أبنائها الكرام البررة .
لن أكون شريرا فأطلب إنفاذ القانون بأثر رجعي فيتم اتهامي بالرجعية ! ، لأن ذلك سيضع "دولة أبي زهير" والذي سئم تكاليف الرئاسة في مواجهة مع مظاهرات ينظمها المتأتئون من ذوي ربطات العنق ويتقدم صفوفها اللواتي " يلحنَّ من الدلال : مقتبس " حول سياج الدوّار الرابع - هل كلمة : " دوّار " واردة في لسان العرب !؟ - ويضع اعتصاماتهم واعتراضاتهن أمام مجلس الأمة الذي بشقّيه ربما يلجأ إلى "سيناريو" منع التدخين فيوصي بتطبيق قانون اللغة العربية في الأماكن العامة عدا المجلس ذاته ، في هذه المرة ربما لن يقول النائب المتعاطف معهم أن يده كسرت بل سيقول أنها أصبحت مجرورة بالكسرة .
وليغضب المدققون اللغويون في مؤسساتنا الإعلامية وذات العلاقة ! ، كثر الله خيرهم ، فلقد أتعبناهم في العقود الأخيرة ، ماذا جنوا من اكتشاف أخطائنا وخطايا بعضنا غير التهاب الفقرات "والجيوب" والتعب في العيون والـنٌّدَب في الأصابع المناوبة فوق الأوراق ولوحات المفاتيح ، وأنا على ثقة أن عطوفة مديرة الضمان ستتعاون في حال الطلب الجماعي للتقاعد المبكّر من قبلهم ، كيف لا وهي التي قالت مازحة ذات مرّة أنه يجب استحداث شريحة لضمان الشعراء الاجتماعي ! بصفة الشعر مهنة خطرة ونادرة ، وبشروط موزونة ومدروسة .
وعودة على بدء ، فلقد كانت اللغة العربية من أهم مظالمنا التي نهضنا لأجلها مع الشريف الحسين بن علي ملك العرب وحفيد نهج البلاغة ضد سلطة "السَّرَبَسْتْ" ، ومنذ مائة عام ويزيد كانت الطريق مفتوحة لنا لنبني على ما تم تأسيسه ، غير أن منا من رأى أن الرد على هذه السلطة الظالمة يكون بتعريب مسلسلاتها وموسيقاها ، ولأنني بدأت كلامي بانتظار ، أرى أن عليّ أن أختمه بانتظار حصص ومحاضرات ولقاءات "المحادثة باللغة العربية" في مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا ومؤسساتنا .. حتى في وزارة الثقافة ، وليكن هذا العام .. بنا جميعا : " عام ثورة اللغة العربية الكبرى " .
عمون
|
|
|