
بـحر الأبجدية.. اللغة المؤشر
أ. سليم مكرزل
كأن اللغة العربية التي أنزل لها القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان هي المؤشر لأحداث أليمه تعصف بلبنان منذرة بالويل والثبور وعظائم الأمور.
لنعد إلى الماضي البعيد والقريب إلى سنتي /1958/ و/1975/ ، ونتذكر الدعوات المشبوهة التي أُطلقت في المدارس والمعاهد والجامعات، وعبر أجهزة الإعلام الداعية إلى اللغة اللبنانية والحرف اللاتيني (وليخرس الممانعون والمشككون .... فهذه تركيا دولة مسلمة اعتمدت الحرف اللاتيني وانظروا أين أصبحت...).
ثم يُفاجأ الشعب بالمؤامرة، وتنشب الحرب و تشتد أوتارها من أجل أهداف مشبوهة تخدم المصالح الأجنبية والصهيونية، ساعية إلى تفكك الشعب العربي، لأن اللغة العربية رابطتهم وبها يعتصمون.
أخشى ما نخشاه، ونحن نشهد اليوم مثل تلك الدعوات المنكرة في بعض أجهزة الإعلام، ونسمع الرموز نفسها تتشدق وتُفاخر بأن أصلهم غير عربي، وبأن أدبهم خال من كلمة «عرب». وهناك آخرون ظهروا على شاشة التلفزيون كعادتهم، هؤلاء هم المضللون الذين يدّعون معرفتهم العميقة بالتاريخ والجغرافية، نُذكر بهولاكو ومن بطشوا مدى قرون واجتاحوا وهدموا.. وأخيراً، ارتدّوا خائبين خاسئين أمام لغة الضاد المنزلة: «إنا أنزلنا قرآنا عربياً لعلكم تعقلون»
أخشى ما نخشاه، ونحن نعاني الانحلال الخلقي، واللغوي، والسياسي، والاقتصادي، أن تعود الحرب إلى ربوعنا غير المشتاقة.
الأسباب عديدة، والظروف ملائمة، والعدو عندنا، بيننا، على أرضنا، وفي بحرنا وسمائنا... وعملاؤه يعملون.
الوحدة
|
|
|