هل اللغة العربية اصبحت في ذمة الله؟

أ. أحمد فياض محاميد
كتاب مفتوح الى كل من : حضرة الامين العام للجامعة العربية، حضرة السادة وزراء التربية والتعليم في الاقطار العربية حضرة رؤساء اقسام اللغة العربية في الجامعات، بداية اود ان اشير بأني لم اتعلم اللغة العربية ولكنني تعلمت عن اللغة العربية وفي كل تواضع اعتبر نفسي باني ملم في بعض امورها والشيء الاخر الذي اريد ان اشير اليه ايضاَ من المحتمل بان بعض اصحاب الشأن سيعتبرونني باني مواطن في " دولة العدو – اسرائيل" ولهذا السبب من الممكن مقاطعة افكاري ومبادراتي ولكن بودي ان افصح الى هؤلاء الاشخاص باني حريص على مصير الشعب العربي ليس اقل من أي فرد في هذا العالم العربي . وبعدما اقمت هذا الجدار الواقي من حولي بامكاني الان ان اتوجه الى صلب الموضوع . 
حضرات السادة الكرام ,جميع الاختبارات الدولية لطلاب العالم ومن ضمنها الطلاب العرب مثل : Pisa ,Prlis ,Timss    تشير بكل تأكيد بان نتائج طلاب العرب مقارنة مع شعوب العالم هي في اسفل السلم بالرغم من انهم خاضعين الى منهاج العالم العربي , وليس هذا فقط فمن الجدير بالذكر بان اول جامعة في العالم انشأت في العالم العربي بمدينة فاس في المنتصف الثاني للألف الاول واسمها  القراوين والجامعة الثانية في العالم ايضاً انشأت في العالم العربي واسمها الازهر في مصر وتخرج من تلك الجامعات خيرة العلماء وهذا يشير بان العرب ليسوا اقل من شعوب العالم من ناحية قدرات ادراكية , نعم يوجد هناك عطب في الاستراتيجيات التعليمية المتبعة في العالم العربي ويجب بحثها من جديد .والامر الذي يثير الدهشة والاستغراب بان نتائج طلاب العرب في " دولة العدو" تفوق نتائج جميع الدول العربية في : اللغة العربية , العلوم والرياضيات وفي فوارق ملموسة جداً.
والسؤال الذي يطرح نفسه من هو المسؤول عن اسباب هذه النتائج المتدنية في اسفل سلم شعوب العالم  ,وهذا ليس تقديري وانما نتائج الاختبارات  التي " تصرخ الى السماء" . بالطبع انا لست موكل من قبل أي فرد ان اجيب على ذلك السؤال ولكنني لست بحاجة الى أي توكيل من قبل أي شخص ان كان لكي اجيب على ذلك السؤال . 
في امتحان (Pisa) الذي يفحص قدرات المستوى اللغوي لطلاب العالم يشير على ان  الطالب العربي في  ذيل السلم ومن الطبيعي اذا كان الطالب العربي يعاني من عجز في اللغة العربية (لغة الام) فان ذلك ينعكس سلبيا ً على قدراته في جميع المجالات . 

حضرات السادة الكرام ,                                                                                                             
عذراً على هذه الوقفة القصيرة عن اللغة وأهميتها, لا شك بان اللغة توحد جميع نبضات قلوب الشعب الواحد حينما ينشد النشيد الوطني لتلك  الامة ,اللغة تعتبر بمثابة "الإسمنت" الذي يعمل على تماسك اللُبنات ببعضها البعض وجعلها كالبنيان المرصوص  للقوم الواحد ,اللغة تخضع الى قوانين وفي نفس الوقت تمنح الفرد مساحة كبيرة للإبداع , لغة الام هي الشرط الاساسي للتعلم أي لغة اجنبية اخرى فيما بعد. ليس للإنسان فقط لغة وايضاً للحيوان لغة ولكن هناك فوارق كبيرة بينها ومن اهمها بان لغة الحيوان تتفاعل بشكل غرائزي بينما لغة الانسان قبل التواصل  مع الغير ( أي رد الفعل) يفكر الانسان في  ابعاد تصرفه أي لغة الانسان مُنحت اليه ليس  فقط للتواصل وانما لتفكير.
  اذ كان سبب فشل الطالب العربي هو العجز اللغوي  من المتوقع بان ينصح بعض القُراء من اجل التغلب على ذلك العجز يجب اضافة حصص اخرى في اللغة العربية. وهذه النصيحة للأسف الشديد هي عبارة عن " كاسات هواء للميت " . فعلى سبيل المثال الطالب الفرنسي والبريطاني يتعلم في المرحلة الاعدادية والثانوية 528  حصة تعليمية  في لغة الام وبعد انهائه لهذه المرحلة يكون متمكناً في لغته وقادراً على كتابة خطاب في لغة الام  وايضا فهم المقروء بينما الطالب العربي يتعلم 1130 حصة  تعليمية في اللغة العربية وعندما يتخرج من تلك المرحلة هو غير قادر على كتابة خطاب في لغته ولا التعبير بطلاقة  في  جودة عالية عن موقفة عادة أجابته لكونية، اذاً  الفشل ليس ناتج عن عدم وجود ساعات تعليمية وانما  توجد هناك عوامل  اخرى  ولا انوي ان اناقشها من خلال مقال في جريدة. 
  لذا بناءً على هذا الخطاب المفتوح الموجة الى أصحاب الشأن في العالم العربي اعتقد بانه من الواجب عقد مؤتمر للدول العربية لمناقشة هذه الظاهرة ووضع ورقة عمل للتغلب على هذا العجز وطبعاُ هذا في الإمكان.
علينا ان ندرك بان دون ان نتغلب على هذا العجز سنبقى راكدين بينما العالم يركض الى الامام , فهل من الممكن المقارنة ؟! 
 

 

بانيت