د. عبدالمحسن الطبطبائي: من حق العربية.. أن نهتم بها ونتعلمها ونحبها

نوح الجيدة

 كانت السليقة عند القدماء تفرض عليهم العربية، حتى جاء جيل اليوم وصارت أوراق الامتحان ودروس مادة اللغة العربية هي التي تفرض استخدامها، هجرها الناس وقدموا عليها لغات أقوام آخرين.. فضاعت اللغة وضاعت معها الهوية.. اللغة العربية والهوية إلى أين؟ يحدثنا عن ذلك في حوار بطريقة السهل الممتنع ضيفنا عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت الدكتورعبدالمحسن الطبطبائي.

أهم محاور اللقاء:
1ـ هل اللغة العربية تشكل هوية المرء أو على الأقل جزءا منها؟
طبعا نعم، اللغة تشكل جزءا كبيرا من الهوية.
2ـ لماذا اختار الله عز وجل اللغة العربية لغة للقرآن الكريم؟
يؤيد الله عز وجل الرسل بالمعجزات على مقدار براعة أقوامهم في فن من الفنون، وكان في اللغة العربية فن العرب، فلذلك كانت المعجزة من جنس فنهم. 
3ـ في ظل طغيان استخدام اللغة الأجنبية، في اعتقادك هل ستندثر اللغة العربية يوما؟
لا، اللغة العربية محفوظة وقوية، وذلك لكونها لغة الإسلام، ولغة القرآن، ولغة الحديث الشريف، وكذلك لغة الشعر الجزيل. 
4ـ في ظنك، ما هي أسباب ابتعاد الناس عن اللغة العربية تحدثا وتعلما؟
طغيان الحياة المادية، والتأثر بالحضارة الأجنبية، وهذا أمر طبيعي اليوم. 
5ـ كيف نحبب الناس في لغتنا العربية من جديد؟
بالإخلاص، والتفاني، وإقامة حملات توعوية، وحلقات ثقافية، ومسابقات لغوية وأدبية متنوعة، والاهتمام بالطفل لغويا. 
6ـ هل عدم الاعتزاز باللغة العربية يشكل نقيصة للفرد والمجتمع؟
لا شك أن الاعتزاز باللغة يرفع من القيمة الفردية والمجتمعية، وعند التخلي عن اللغة الأصيلة يكون هناك نقصان في قيمة الفرد والمجتمع.
7ـ هل هناك تعارض بين الاعتزاز باللغة العربية وتعلم اللغات الأجنبية كالإنجليزية أو الفارسية مثلا؟
طبعا لا يوجد تعارض، بل إن الدين الإسلامي يحث على تعلم اللغات الأجنبية، وورد ذلك في السنة النبوية الشريفة.
8ـ هلا قصصت لنا قصة في جمال وقوة اللغة العربية؟
أتذكر قصة أبي الأسود الدؤلي عندما قالت له ابنته: ما أجمل السماء، فقال: نجومها. فقالت: إنما أردت التعجب لا السؤال، فقال لها: إذن فقولي: ما أجمل السماء (بالفتح). فدل ذلك على قوة اللغة ودقتها في التفريق بين الاستفهام والتعجب، وذلك بدقة الحركات.
9ـ كلمة أخيرة توجهها مبينا فيها حق اللغة العربية علينا؟
من حق لغتنا علينا أن نهتم بها ونتعلمها ونحبها، وندعو إلى الاعتزاز بها، ونتعاون على تهذيبها وإيصالها إلى غيرنا بجمال ونقاء.

قالوا في اللغة العربية:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد

أحمد شوقي:
على لسان العربية:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني
ومنكم وإن عز الدواء أساتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعة
وكم عز أقوام بعز لغات

حافظ إبراهيم:
إن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون.

ابن تيمية:
ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس.

الإمام الشافعي:
إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ. والتاريخ صفة الأمة، كيفما قلب أمر الله، من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها.

مصطفى صادق الرافعي:
كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدات التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة.
المستشرقة الألمانية زيفر هونكه
لغة حباها الله حرفا خالدا
فتضوعت عبقا على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عزة
وتسيل شهدا في فم الأزمان

جاك صبري شماس:
يا ابنة الضاد أنت سر من الحسن تجلى على بني الإنسان

علي الجارم:
لله در لسان الضاد منزلة فيها
الهدى والندى والعلم ما كانا

عثمان قدري مكانسي:
اللغة العربية أصل اللغات.

مصطفى محمود:
اللغة العربية لا تضيق بالتكرار، بخلاف لغات أخرى يتحول فيها التكرار بتلقائية محتومة إلى سخف مضحك.

غازي القصيبي:
أيها الناطقون بالضاد، هذا منهل صفا لأهل الضاد.

إسماعيل صبري
لغة إذا وقعت على أكبادنا
كانت لنا بردا على الأكباد
وتظل رابطة تؤلف بيننا
فهي الرجاء لناطق بالضاد

حليم دموس:
العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة.

د. عبدالوهاب عزام:
اللغة العربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، ولو لم يكن للإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها وتصاريفها والتبحر في جلالتها وصغائرها إلى قوة اليقين في معرفة الإعجاز القرآني، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، الذي هو عمدة الأمر كله، لفى بهما فضلا يحسن أثره ويطيب في الدارين ثمره.
السيرة الذاتية للضيف:

• الاسم: عبدالمحسن أحمد الطبطبائي.
• الجنسية: كويتي.
• بدأ كتابة الشعر وعمره عشر سنوات.
• درس العروض والقافية وعمره لم يتجاوز 16 سنة.
• أصدر خمسة دواوين من الشعر (طريق الحياة 1994م)، و(على شاطئ بحر الذكريات 1998م)، و(على أرجوحة الأحلام 2003م)، و(في ليالي الصمت2007م)، و(جروح الأمس 2014م).
• تخرج في جامعة الكويت – قسم اللغة العربية عام 1998م بتقدير امتياز.
• حاصل على درجة الماجستير في النحو والصرف والعروض في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة عام 2001م بتقدير ممتاز.
• حاصل على درجة الدكتوراه في النحو والصرف والعروض في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة عام 2004م مع مرتبة الشرف الأولى.
• عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت.
• عضو رابطة الأدباء الكويتية.
 

الأيام