اعرَف لغتك" شعار بالعربيّة لتعليم اللغة الأمّ للعرب والأجانب

هبة خوري

 للمرّة الأولى في لبنان، شركة متخصِّصة في شؤون اللغة العربيّة، تقدِّم من خلال فريق عملها كتابة أفضل النصوص على اختلاف أنواعها، بهدف تفادي الأخطاء اللغويّة والأسلوبيّة.

في حوار مع سارة ضاهر مؤسّسة موقع "بالعربيّة" ومديرته، تقول إنّ المشروع انطلق "نتيجة ما نعانيه من ضعف لغوي لدى الناطقين باللغة العربية. إذ نشهد الكثير من الأخطاء الصرفيّة والنحويّة، يرتكبها إعلاميّو المرئيّ، المسموع والمكتوب، كما يرتكبها موظّفو الإدارات، وطلّاب الجامعات على السواء".
ترى سارة ضاهر أنّه "في ﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ على ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ. هكذا أسّسنا "بالعربيّة" حرصًا منّا على مستقبل اللغة العربيّة، وللعمل على خلق لغة عصريّة وسهلة، من خلال اختيار مفردات قريبة من الناس، بهدف التعامل بها في مختلف نواحي الحياة الأكاديميَّة والعمليّة، بأسلوب سلس وعصريّ. وإدراكًا منّا لمدى أهميّة أن نتمتَّع باتقان لغة عربيّة سليمة، تمكّننا من التعبير بها، والانتماء إليها".
¶ لمَن تتوجّهون؟
- لمختلَف شرائح المجتمع. بمعنى سواءَ أكانت شركة ترغب بالتعاقد معنا، أم كان فردًا صاحب مؤسّسة، سياسيًّا، إعلاميًّا، موظّفًا، قارئا، أم كاتبًا هاويًا؛ تساعدهم "بالعربيّة" على الكتابة باللغة الصحيحة والأسلوب السلس، من خلال فريق عمل متخصِّص، يتواصل معه من مدينة بيروت النابضة بالحياة.
¶ كيف تستطيعون التواصل مع الجيل الجديد الذي يتجه إلى كتابة اللغة العربيّة بالحرف اللاتيني؟
- نواكبه، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو تطبيق الهاتف الذكيّ، أو موقعنا الإلكترونيّ، حيث يستطيع التواصل معنا بسهولة. كما نتوجّه إليه برسائل قصيرة، لا تتعدّى السطرَين، تعرّفه بقاعدة لغويّة تحت شعار "اعرف لغتك"، كذلك "أدباء العرب"، "من كتاباتهم"، "حكمة اليوم"، "أصول الكلمات ومعانيها"، "أخطأتَ يا عزيزي".كما أطلقنا خدمة "اسألنا" بهدف تصحيح الأخطاء وتوجيه الكاتب. هذه المعلومات كلّها تصله عبر هاتفه أو على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تصاميم جميلة وبسيطة، تحفّز القرّاء على الاطلاع عليها ومعرفتها.فالإنسان عدوّ ما يجهل، وطالما أنّ الإنسان لا يعرف قواعد لغته جيّدًا، فسيبتعد عنها حكمًا. لذلك، ما نسعى إليه، هو تقريب اللغة من الجيل الجديد، ودفعه إلى التعبير بها والعمل على تطويرها. اللغة لا تتطوّر من نفسها، بل بمجهود أشخاصٍ حرصاء على مواكبة العصر.
¶ شاركت "بالعربيّة" في المؤتمر الدولي الخامس للغة العربيّة في دبي، كما في المؤتمر الدولي العاشر في معهد ابن سينا للعلوم الإنسانيّة في باريس، حول موضوع "العربيّة للناطقين بغيرها". ما الذي تقدّمونه في هذه المؤتمرات؟
- نتبادل الآراء والخبرات. والفكرة لاقت رواجًا كبيرًا في دبي وباريس، كما تمّت دعوتنا إلى القاهرة وإلى واشنطن أيضًا، حيث سنشارك في مؤتمر حول محو الأميّة لنعرض ما نقوم به في سبيل خدمة لغتنا الأمّ. إذ نعلّم العربيّة للناطقين بها وبغيرها. أسّسنا "أكاديميّة بالعربيّة"، حيث ننظّم دورات تدريبيّة في اللغة العربية، الصرف والنحو والبلاغة، كما في الكتابة التسويقيّة والإبداعيّة، وتدريب الموظّفين والطلاب، كذلك دورات تثقيفيّة في الأدب العربي على مرّ العصور. لأن الإنسان العربيّ يحتاج كما أشرنا، إلى معرفة لغته، وخصوصاً أنّ ظروف الحياة من عمل ودراسة لا تساعده على معرفة لغته بشكل كافٍ. إضافة إلى أنّ معظم ما نتعامل به في الحياة بعيد عن اللغة العربيّة، وعن الفصحى بالتحديد. لذلك شعرنا بوجود نقص ما في هذه الناحية، قمنا بالعمل عليه.
طبعًا للأطفال حصّتهم في هذا المجال، إذ يجدون لهم مكانًا في "نادي ماريّا للأطفال" الذي يعنى بالأطفال من عمر السنتين حتى الثماني سنوات. نقرأ القصص المصوّرة، نغنّي بالفصحى، نساعدهم على التعبير بلغتهم. ويشاركون جميعًا في مسابقة "الأديب الصغير" لتنمية مواهبهم وتشجيعهم على تقديم الأفضل، كما لبناء صلة قويّة مع لغتهم منذ الصّغَر.
وهناك قسم لتعليم اللغة العربيّة للناطقين بغيرها، حيث يخضعون لدورات تعليم وتدريب، ويتقدّمون في نهاية الدورات لامتحان "بالعربية" وهو الامتحان الأوّل من نوعه في لبنان. ويشمل دراسة نصّ وقصيدة على المستويات الأربعة: التحليل، الصرف، النحو، والبلاغة. بالإضافة إلى الإملاء، الكتابة والمحادثة. كما يخضع لهذا الامتحان الطلاب اللبنانيون والعرب وموظّفو الإدارات والإعلاميون، بهدف تقويم مستوياتهم في اللغة العربية، وخصوصاً مع ما نشهده من أخطاء يرتكبها مَن هم مؤتمنون على نقل الأفكار بلغة سليمة.

النهار