
عقدة الخواجه
أ. نورهان عصام
أصبح التحدث بلغة غير لغة بلدك أسلوب من أساليب التحضر والثقافة من وجهة نظر أغلبية الناس في وقتنا الحاضر، فنرى كثير من الشباب يتحدثون اللغة العربية سواء العامية أو الفصحى و "يحشرون" بداخلها مجموعة من المصطلحات الأجنبية، التي لا تمت للغة بأي صلة، فنرى الناس مبهورين بحديثهم وطريقة كلامهم سواء على شاشات التليفزيون أو في التعامل اليومي مع هؤلاء الأشخاص.
وفي نفس الوقت لا نرى في المجتمعات الأجنبية أشخاص يتحدثون باللغة العربية أو على الأقل يدمجوها في وسط الحديث؛ لإنهم يعتزوا بلغتهم وبقوة، ويروا أن ضياع البلد من ضياع هوية اللغة، وهذا لا يعني أننا نرفض التأثر بهؤلاء الأجانب، ولكن في حدود المعلومة أو المعرفة وليس بالتقليد الأعمى دون فهم ووعي لما نردده، فنختار السلوكيات التي تتوافق مع عاداتنا ومجتمعنا وديننا .
وبالنظر لمصطلح عقدة الخواجة أو ما يعرف ب "زينوفيليا" فهو يعبر عن حالة نفسية في نفوس أصحابها من الأفراد في المنطقة العربية، وحبهم لكل ماهو غربي وتجنب كل ماهو عربي، سواء باعتناق أفكارهم أو تقليدهم في تصميم المنازل والملابس أو طريقة الكلام والطعام، مقابل الاستخفاف والتنفير من كل ماهو عربي، ويتقمص هذه العقدة الشخص الذي يشعر بالنقص والدونية بالنسبة للغرب، وهذا المصطلح عكس تمامًا مصطلح "رهاب الأجانب" أو "زينوفوبيا" وهو الخوف من كل شئ أجنبي.
نتيجة بحث الصور عن عقدة الخواجة
ولن نقاوم ونبتعد عن "عقدة الخواجة" إذا لم نتمسك بهويتنا الدينية وهوية اللغة وهوية البلد التي نعيش فيها، ولن نقاوم هذه الفكرة أيضًا، إلا إذا طمسنا من عقولنا فكرة "ماهو خارج بلدي أفضل حتى وإن كانت له عيوب فادحة"، فعلينا تشجيع المنتج العربي وشرائه والترويج له مثل فكرة إعلانات "صنع في مصر" التي تعرض في رمضان الحالي، وارفض التحدث بلغة غير لغتك العربية مع أي شخص تتحدث معه، وخاصة عند تعامل هذا الشخص معك بكتابة الفرانكو، التي ليس لها أساس في اللغة، وتضيع هويتها.
فما النفع أو الفائدة العائدة علينا إذا تأثرنا بالظاهر وسلبياته وتركنا الجوهر ومميزاته ؟!.
النبأ
|
|
|