تعقيبا على مقال غادة السمان: آخر حصون العرب… «تبويم» في ليل بيروت

أ. رؤوف بدران

 المعلقات السبع

كلامك صحيح ست غادة ، ولكن يجب أن نعترف أن اللغة العربية صعبة في اللفظ والقواعد والكتابة «وأيضا لا تماشي العصر الحديث» كثير من المخترعات الحديثة لا نجد لها مرادفا عربيا، لغاية الآن لم يتفق اللغويون العرب على قاموس واحد للغتهم العربية.
لو قرأنا الآن المعلقات السبع فلن نفهم منها شيئا إلا بتفسير مرفق بها، ولكن في زمن كتابتها كانت مفهومة تماما من الجميع دون تفاسير مرفقة، مما يدل أن اللغة العربية تغيرت، فقدت كثيرا من المفردات الجاهلية، وستبقى تفقد مفردات مستقبلا، لأنها لغة جامدة لا تواكب الحضارة المتغيرة.
عفيف – أمريكا

سلامة اللغة
بالإضافة إلى الجهل واللامبالاة، هنالك قصور وتقصير مع اللغة العربية التي هي أرث لنا ورمز الأمة العربية وهويتها، وتعبير عن حضارتها ووعاء لآدابها. فلغتنا العربية ملونة بسبب التعددية في الوطن العربي في القوميات واللهجات المحلية، لذا ما نقرأ وما نكتب هو غير ما نتكلم به، وهذا عموما غير متواجد في اللغات الاجنبية الذي يتطابق فيها الكلام مع القراءة والكتابة.
الحل الأكثر فعالية لهذه المشكلة هي تدريب وتوعية وتأهيل الهيئة التدريسية في المدارس على استعمال اللغة العربية الفصحى في التدريس وإلزام التلاميذ بممارستها ابتداء من أول مراحل الصفوف الأولى، ومع السنين سيعتادون عليها ويألفونها وبهذا ممكن أن نضمن سلامة اللغة العربية للأجيال المقبلة.
أفانين كبة ـ مونتريال ـ كندا

مستقبل اللغة العربية
مقتطفات من مقابلة كانت قد أجرتها مجلة الهلال المصريّة مع جبران خليل جبران حول مستقبل اللغة العربية.
(1) ما هو مستقبل اللغة العربية.
إنّما اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة، أو ذاتها العامّة، فإذا هَجَعت قوّة الابتكار، توقَّفت اللغة عن مسيرها، وفي الوقوف والتقهقر الموت والاندثار.
اذاً فمستقبل اللغة العربيّة يتوقّف على مستقبل الفكر المبدع الكائن ـ أو غير الكائن ـ في مجموع الأمم التي تتكلّم اللغة العربيّة. فإنْ كان ذلك الفكر موجوداً، كان مستقبل اللغة عظيماً كماضيها، وإن كان غير موجود، فمستقبلها سيكون كحاضر شقيقتيها السريانيّة والعبرانيّة.
وما هذه القوّة التي ندعوها قوّة الابتكار؟
هي، في الأُمّة، عزم دافع إلى الأمام، وهي، في قلبها، جوع وعطش وتوق إلى غير المعروف، وفي روحها، سلسلة أحلام تسعى إلى تحقيقها ليلاً ونهاراً، ولكنّها لا تحقّق حلقةً من أحد طرفيها إلا أضافت الحياة حلقة جديدة في الطرف الآخر.
هي، في الأفراد، النبوغ، وفي الجماعة، الحماسة، وما النبوغ في الأفراد سوى المقدرة على وضع ميول الجماعة الخفيّة في أشكال ظاهرة محسوسة. ففي الجاهليّة كان الشاعر يتأهَّب لأن العرب كانوا في حالة التأهّب، وكان ينمو ويتمدّد أيّام المخضرمين لأنّ العرب كانوا في حالة النمو والتمدّد، وكان يتشعَّب أيّام المولَّدين، لأنّ الأُمة الإسلامية كانت في حالة التشعّب. وظلّ الشاعر يتدرّج، ويتصاعد، ويتلّون فيظهر آناً كفيلسوف، وآونة كطبيب، وأخرى كفلكيّ، حتّى راود النعاس قوة الابتكار في اللغة العربّية، فنامت، وبنومها تحوَّل الشعراء إلى ناظمين، والفلاسفة إلى كلامِّيين، والأطبّاء إلى دجّالين، والفلكيّون إلى منجِّمين.
إذا صحّ ما تقدمَّ كان مستقبل اللغة العربيّة رهن قوة الابتكار في مجموع الأمم التي تتكلّمها، فإن كان لتلك الأمم ذات خاصة (ووحدة معنويّة) وكانت قوّة الابتكار، في تلك الذات، قد استيقظت بعد نومها الطويل، كان مستقبل اللغة العربيّة عظيماً كماضيها وإلاّ فَلا.
أحمد إسماعيل – هولندا

شبكات التواصل الاجتماعي
مع تقديري الكبير لهذا المقال أختي غادة لكن هناك نقطتان
الأولى أن هذه ليست مشكلة اللغة العربية وحدها أوالعرب وحدهم فهنا مثلا في ألمانيا (وأعتقد في البلدان الأخرى كذلك) تقريبا الكلام نفسه يتحدث به أصحاب اللغة الألمانية وأهل الثقافة عن تسرب اللغة الإنكليزية إلى لغة المتجمع وخاصة الشباب وكيفية حماية اللغة. 
طبعا بسبب التواصل العالمي عبر شبكات المعلومات المفتوحة والتقنية الحديثة والمعاصرة وعن كيف أصبحت الكلمات الإنكليزية رمزا للتحضر والمعاصرة عند جيل الشباب خاصة لا بل ربما ذهب البعض إلى موقف متطرف بأن المهاجرين «زاد الطين بلة» كما يقول المثل.
أما النقطة الثانية فهي أن المثقفين وأصحاب اللغة في ألمانيا (واعتقد في البلدان الأخرى كذلك) يعملون ما في وسعهم لدرء الخطر أو ضبطة بحيث يتحول الأمر إلى تطور طبيعي أكثر منه حروبا أصلا بعيدا عن كونها خاسرة! ونحن ماذا بوسعنا أن نفعل؟. لا شك أن مشكلتنا نحن العرب أعقد وأكبر بكثير وأنا أقل جدارة بكثير لمعرفة ماذا نحن العرب بوسعنا أو يجب علينا أن نفعله.
أسامة كليَّة- سوريا/المانيا

مكامن الداء
ها انتِ مرة أخرى، يا غادة يا ابنة السمان..تَغرِزي مشرطك في الجسم المصاب بالترهل وليس (السقيم) لتستهدي إلى مكامن الداء ومفاصل الوجع، من خلال شرايين وأوردة العطب، وما أصاب شعيرات أعصابها من نُدب!
نحن ياغادة …ويا سادة، نحن عرب.. ولسنا أَربا ؟! نتكلم لغة اهل الجنة وعلينا الابتعاد عن مواضع المجنة؟!!
لغتنا كشمسِ مضيئة …فما الحاجة إلى ومضات عابرة ؟!
استكملي يا غادة يا شمس شرقنا، تسليط ضوئك على عتمة فهمنا ونهجنا !! ورجائي ان تكون خيوطك المتوهجة ذهبية عربية وأصيلة.. 

القدس العربي