
كمال بشر وقضايا اللغة
أ. فاروق صالح باسلامة
تخصص الدكتور كمال محمد بشر الاستاذ بكلية دار العلوم بالقاهرة في اللغة علومها وقضاياها وانتج دراسات متعددة في كل ذلك، ولا كمؤرخ فحسب بل كدارس وفيلسوف وعالم ايضاً! وله كتب ومؤلفات في ذلك امثال: دراسات في علم اللغة، اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، التفكير اللغوي بين القديم والجديد، إذاعيات في اللغة والادب، ويعتبر هذا الدرعمي متمكناً من دراسات اللغة وجهبذاً في قضاياها وعبقرياً في علومها!! بحيث درسها بدقة واستنتج من ذلك أصولاً وقيماً وعلوماً وافكاراً، ادرجها في مؤلفاته ومصنفاته، واستطاع ان يكون مجموعة من الطروحات اللغوية: اصولاً وقواعد مزجها بين القديم والجديد فمن جديده في التفكير اللغوي الدرس اللغوي الحديث في المدارس اللغوية عند سوسير وحواريه، اللاسوسيريون راي وتعليق ودي سوسير شكل أهم هذه المدارس اللغوية الحديثة واعمقها تأثيرا في مناهج التفكير اللغوي مهما تعددت رجاله ومدارسه: يقول كمال لشر: وما ذلك في رأينا الا لان دي سوسير العالم اللغوي الكبير قد اثر في الدارسين تأثيراً لا يعدله بحال تأثير أي لغوي: فقد نجح في إثارتهم جميعاً وشد انتباههم إليه “كتابه التفكير اللغوي” ص 88 طـ دار غريب القاهرة 2005م.
يقصد علماء اللغة المعاصرين الذي يحسبهم من قرنائه المنصور عليهم، ان كمال بشر دارس لعلوم اللغة بعمق وتأثير وفهم ووعي ودهاء وعبقرية، لا تصوراً بل اضافة كذلك من اللغة وآدابها وبيانها ككتابه “اذاعيات في اللغة والادب” الذي يحمل بين دفتيه مجموعة من اللغويات التي قدمت في صورة تمثيلية قصيرة عبر الاذاعة المصرية في الفترة من 1968 الى نهاية 1970م وتتضمن كل تمثيلية منها عدداً من الكلمات التي يشيع استعمالها ويكثر ذكرها في الحياة اليومية وهو عمل وجهد اقتضيا من صاحبهما الرجوع الى العديد من المراجع واللغات للاهتداء والافادة من الالفاظ كبعض اللغات الاوروبية اليونانية واللاتينية والفرنسية والايطالية اضف ال تلك اللغات التركية والفارسية والعبرية وذلك تحقيق لمعاني اللغة الانسانية والاجتماعية في العامية لتقريبها الى اللغة الام التي استخدمتها الامة عبر القرون.
وتضمن هذا الكتاب ارجاع وتصحيح رجال الاذاعة والتلفاز ومذيعاتهما الى معرفة الاصل الفصيح بما في ذلك التقيد نحوياً وصرفياً على ان ادبيات هذا الكتاب شأن اذاعي صرف يين المعني العامية والامثال الشعبية خاصة اللهجة… لهجة اخواننا المصريين التي يعتبرها اخي سالم باعمر هي اللهجة الوحيدة التي يفهمها سائر الشعوب العربية.
وقد إهتم بمثل هذا الموضوع اللغوي فئة من علماء التراث واللغة امثال احمد تيمور واحمد زكي باشا والامام محمد عبده واحمد عبدالغفور عطار وحمد الجاسر واحمد جمال وابراهيم السامرائي ومصطفى جواد وعبدالعزيز بنعبد الله وعبدالكريم غلاب وسعيد الافغاني وعلي الطنطاوي وآخرين.
ولا ريب ان مجامع العربية مهمة فيما طرحته من الفاظ ومصطلحات حديثة في عصرنا وفيما بثته من عناصر لغوية وكلمات عصرية في وقتنا الراهن ولكن المجال يتجدد والعصر يتطلب المزيد من اشياء حاضرة وحديثة، وهذا يحدونا للمزيد من العمل والتفعيل كل وقت وزمان بما لا يدع مجالاً للتريث او الابطاء ولا ينبغي التردد قيد انملة أبداً لان الموضوع يخدم لغتنا ومجتمعاتنا والدكتور كمال بشر شارك – رحمه الله – كثيراً في التجديد اللغوي وبتفكيره الادبي وذائقته اللسانية ككتابه “علم اللغة الاجتماعي” الذي جعل منه مدخلاً للموضوع الاجتماعي لغوياً والسنياً كمنطلق للفرد والمجتمع مكون للعلاقة بينهما ويشد الأزر من كل منهما للآخر فاللغة محترمة بين الجانبين اصره لهما.
البلاد
|
|
|