أ. إسماعيل علالي
لا مراء إن قلنا: إن الصراع الأمازيغي- العربي الذي يفتعله ويؤججه أنصار العربية والأمازيغية -اليوم -بالمغرب من شأنه وَأْد درس (الاستثناء المغربي) الذي أضحى درسا معتمدا ومُلْهِمًا لعدة دول لم حسن تدبير التعدد اللغوي بأرجائها، وخير مثال على ذلك الجزائر التي شرعت- مؤخرا -في ترسيم الأمازيغية –اقتداء بالمغرب، ونسخ تجربته-، أملا في إخماد صوت أبناء القبائل الأمازيغية الثائرة على إقصاء قوميي ومفرنسي الحزب الجزائري الحاكم.
لذا وجب تنبيه أنصار القومية العربية والحركة الأمازيغية بالمغرب إلى آفات خطابهم الإقصائي، وانعكاساته السلبية على مشروع (الاستثناء المغربي) الذي يحق للمغاربة الافتخار والاعتزاز به.
فمن آفات الصراع المفتعل بين أنصار الأمازيغية، (وإن شئت قلت :غلاة الحركة الأمازيغية) والعربية(وإن شئت قلت :متعصبو القومية العربية) بمغرب اليوم، ما يلي:
1* آفة التجزيء: ذلك أن انتصار الأمازيغي المتعصب لأمازيغيته، وانتصار القومي العربي لعروبته من شأنه تجزيء المغرب إلى أجزاء متناحرة فيما بينها ، من شأنها مسح الخصوصية المغربية، التي تأصلت بالمغرب منذ قرون سحيقة خلت.
2*آفة التسييس: حيث يلاحظ اليوم بالمغرب ، تكاثر الاصطفافات المُسَيَّسَةِ وتنامي الإديولوجيات العرقيةالداعية إلى التفرقة بين أمازيغ المغرب وعربه، حيث فَعَّلَ متعصبو الأمازيغية والقومية العربية –عن وعي أو دون وعي؟- إيديولوجية المستعمر الفرنسي القديم ، الرامية إلى الفصل بين الناطقين بالعربية
والأمازيغية رغبة منه في جعل الوحدة المغربية مِزَقًا. - وخير مثال على آفة التسييس وانعكاساتها الوخيمة ، ما تعرف الساحة الطلابية من صراعات عرقية مؤدلجة.
آفة تَمْيِيعِ الهوية المغربية: إذ نلاحظ في خطابات هؤلاء المتعصبين إقصاء ممنهجا للتاريخ المغربي ،والهوية المغربية الحق، القائمة على التعددية العرقية واللغوية، و سعيا حثيثا إلى خلق هوية صمَّاء، إما منغلقة على نفسها(أنصارها)، أو متسلطة تعلي من شأن فئة(عرق-لغة) وتقصي الفئة الأخرى ، أو مستغنية
بنفسها عن الأغيار(لغات-أعراق-ثقافات).
وهذا التمييع للتعددية الهوياتية بالمغرب أشد خطرا على الوحدة المغربية والاستثناء المغربي الذي ما فتئ أعداء الوحدة الترابية والاستقرار يحاربونه.
وختاما ندعو المتعصبين من كلا الطرفين إلى خلع لباس الإقصاء ،وارتداء ثوب التساكن والتكامل ، كما نقول لهم: هذه بعض من آفاتكم ، أفلا تنتهون؟ !
هسبريس