الثقافة العلمية في التراث العربي

 يشير د. أحمد فؤاد باشا في كتابه «تغريدات عصرية في الثقافة العلمية والتقنية» إلى أن الإنسان قد فطن منذ القدم إلى اطراد الظواهر الكونية المختلفة، فراح يبحث عن أسبابها ويكشف قوانينها، وتبدلت تصوراته عن الكون وهيئته من النقيض إلى النقيض، فبعد أن كان يعتقد بمركزية الأرض، وثبوتها في قلب العالم، ودوران الشمس والقمر والكواكب حولها، تبين له أن الأرض والكواكب هي التي تدور حول الشمس، وأن هناك ستين قمراً طبيعياً على الأقل تدور حول معظم كواكب المجموعة الشمسية، وليس قمر الأرض إلا واحداً منها، وتكشفت له أجرام سماوية جديدة، وحشود نجمية هائلة، وثقوب سوداء، لا يعرف عنها إلا القليل.وكلما ظن الإنسان أنه توصل بعلمه إلى معرفة حقائق الأشياء تفتحت أمامه مجالات جديدة، وتولدت لديه تساؤلات عديدة، وأحس بأن الكون وما فيه يزداد أمامه عمقاً واتساعاً.والكتاب الذي بين أيدينا يؤصل للثقافة العلمية والتقنية في التراث العربي والإسلامي ويدعو إلى اعتماد اللغة العربية لغة للعلم والثقافة العلمية، فضلاً عن أنه يقدم نموذجاً جديداً لبنية العلم والثقافة العلمية في النسق الحضاري الشامل، باعتبارهما القوة الناعمة التي تكسب الحضارة لونها وهويتها

المصدر 24