أسئلة إلى انتصار البطش .. عن التحدث الدائم بالفصحى

عبد الرحمن الطهراوي

 لا تلقي انتصار البطش (18 عاما) بالاً للعثرات التي تواجهها أثناء تعلمها للغة العربية الفصحى وتحدثها بها أينما وطأت بأقدامها، رغم استهزاء البعض بها ومطالبتهم لها بالتحدث باللغة العامية الدارجة بين سكان قطاع غزة، بعيدا عن "التعقيد والتكلف"، على حد قولهم.

الشابة انتصار التي تدرس الإعلام وتكنولوجيا الاتصال في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، تحدثت لصحيفة "فلسطين" عن تجربتها في تعلم الفصحى وتطبيقها، وذلك عبر الإجابة عن الأسئلة التالية:

-لماذا تتحدثين باللغة العربية الفصحى؟

لأنها أكثر رونقاً وجمالاً من اللهجة العامية الركيكة ولأني أحب الحديث بها مبتغية رضا الله ووفقًا لما أوصانا به سيدنا عمر بن الخطاب "تعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُنْبِتُ الْعَقْلَ وَتَزِيدُ فِي المروءة"، فمنذ أربعة أعوام أشعر بالتميز على الصعيد الشخصي والعام.

أما ثانياً، كوني أعجبت خلال دراستي في المرحلة الإعدادية بمعلمة اللغة العربية "وردة عبد العال" التي كانت تتحدث الفصحى بطلاقة وتحرر كامل، فكنت أحاول مجاراتها بالقدر المستطاع، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة "توجيهي" عزمت بشكل كامل على هجر العامية وإتقان الفصحى.

-ما هي الوسائل التي ساعدتك على إتقان الفصحى؟

تعلمت اللغة العربية الفصحى بمفردي عبر الإكثار والاعتماد على قراءة القرآن الكريم وأمهات الكتب والمجلات الثقافية والصحف، إلى جانب تميزي بقواعد اللغة العربية منذ الصغر وإجادتي للإعراب، لأن الأخير مقترن تماما باللغة العربية الفصحى في تشكيل المفردات وتلوينها ومعرفة معانيها المناسبة.

-هل أنت سعيدة بهذا القرار؟

بالطبع، بل أطمح إلى نشر قواعد اللغة العربية السليمة وأنا أخوض مجال الصحافة بقدرات لغوية مميزة تفتح لي آفاقاً واسعة من الإبداع في المجالات الإعلامية المتعددة، فضلاً عن سعيي إلى التأثير بمن حولي من الصديقات والطلبات لدعوتهن إلى التحدث بالعربية الفصحى دون النظر أو الالتفاف إلى المعيقات المختلفة التي قد تواجههن.

فأنا في بداية الأمر واجهت موجات من السخرية والتهكم أثناء حديثي مع عامة الناس وما زلت أواجه أيضاً ولكني تقبلت ذلك، لأني أعلم ماهية ردة فعل الناس، ولأني استمد الدعم والتشجيع من أبي وأمي اللذين يشجعانني على ذلك ويتحدثان معي باللغة الفصحى أحياناً.
 

فلسطين