انتفاخ شكلي ... ومعنوي

أ. ندى الأزهري

 بعض الوجوه في برامج التلفزيون تكاد تنفجر من كثرة انتفاخها الشكلي والمعنوي.

إحساس قد يرافق بعضهم بمشقة النطق مع هذه الكتلة المنفوخة كبالون التي تقف على الفم وتعيق إخراج الكلمات. ويتساءل المرء، كيف يستطيعون وبالأحرى كيف يستطعن؟ كيف لا ينظرن إلى المرآة، وكيف لا يلحظن هذه الشفاه المستعارة وصفحة الخد التي توسعت.
برامج المنوعات قد تسلي الضجرين لا سيما منها تلك التي» تحاور» النجوم، مع تحفظ شديد على فعل المحاورة. الناس تحب رؤية نجمها المفضل وهو يدلي ببعض افكاره، هنا أيضاً ثمة تحفظ... إذاً، النجم وهو يشرح ما يحب وما لا يحب، ذلك أفضل هنا ويناسب هذا البرنامج بالذات على «تلفزيون دبي».
برنامج « أنت On line» عذراً لكتابة الكلمة بالإنكليزية ولكن اسم البرنامج هو هكذا مع أنه بمقدروهم القول» أنت على الخط، على الشبكة، على الأثير...» لكن لا، سيقلل هذا جداً من مستوى البرنامج الفكري، واستخدام اللغة العربية «ديموديه» يعني لا يساير العصر. ها قد أصابتنا العدوى بعد مشاهدة حلقة الثلثاء مع «إليسا» التي حفلت بعبارات من نوع «بالمناسبة، المستقبل، شكراً للرب، لا أعرف...»، إنما ليس هكذا بالطبع بل بالإنكليزية التي تُشعر متحدثها برقيه الفكري والثقافي وتعاليه على هؤلاء الذين مازالوا ينطقون هذه التعابير بلغة الأجداد «المتخلفة». هذا على رغم أن ثمة برنامجاًآخر على تلفزيون دبي عنوانه «الضاد يجمعنا» وهو «مبادرة من قنوات دبي لتعزيز اللغة العربية» على أساس أن الناطقين بلغة الضاد غفلوا وانصرفوا عنها إلى لغات أخرى بحكم التقنيات الحديثة. لكن هذا البرنامج كأنه لرفع العتب إذ طالما لاسياسة عامة لفرض اللغة العربية على كل البرامج الأخرى فإنه يبقى مبادرة معزولة.
في البرنامج، موضوع حديثنا، عدا اعتباره اللغة العربية شيئاً ثانوياً أمام عظمة الإنكليزية، فإنه لا يقدم شيئاً لمشاهده لا تسلية ولا منفعة ولا معلومة. إلا إذا اعتبرنا الآتي شيئاً من هذا: حشرية أليسا لمعرفة أسباب طلاق أنجلينا جولي وبراد بيت، 37 مليون شخص يتابعونها على تويتر، وفِقت بكل هؤلاء، ما كتبته لبعضهم على تويتر ومن رد عليها ومن لم يرد ومن ردت هي عليه ومن لم ترد عليه، معيارها للملاحقة (أقصد Follow) لا تستقي أخبارها من التويت بل من نشرات الأخبار التي تستمع إليها بانتظام... يعني البرنامج ليقيس مدى تفاعلها على «السوشيال ميديا». الخلاصة: طمأننا البرنامج على حب الناس للمغنية لدرجة أنها قررت وبكل تواضع «البقاء كما هي» بعد البرنامج لأنها استنتجت بأنه يعجبها ويعجب الفانز (المعجبين والمحبين). ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
 

الحياة