أ. عبدالله الملا
تشهد حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى والعكس ضعفاً، إذا ما قارنَّاها بحركة الترجمة بين اللغات الأخرى بعضها البعض.
ورغم اتساع الرقعة الجغرافية للوطن العربي فإن هذا التأخر يعود إلى بعض العوامل، مثل العولمة الثقافية واعتماد بعض البلدان لغات رسمية أخرى كالإنجليزية والفرنسية، وطغيانها أحيانا على اللغة العربية، بالإضافة إلى وجود اللهجات المحلية.
للترجمة أهمية قصوى، فهي تنقل المعرفة العربية إلى الثقافات الأخرى، وتعرِّفهم بهُوِيتنا وديننا، وهي مهمة كذلك لمعرفة ماذا عند الآخر من مقومات ومكتسبات نحتاج لنقلها والإفادة منها، فـ»الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها».
أسعدني أن مِن قطر قد انطلقت «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، ولكونها جائزة عالمية فبالتأكيد ستسهم بشكل كبير في حركة الترجمة، والمكافآت المادية والمعنوية التي رُصِدت ستعمل على تشجيع المترجمين وتقدير دورهم في إثراء المكتبات الدولية.
في التاريخ الإسلامي كان للمترجمين قدر كبير، فقد رُوِيَ أن الخليفة العباسي المأمون كان يعطي المترجمين وزن كتبهم المترجمة ذهباً، كما خلَّد التاريخ فِعل خالد بن يزيد بن معاوية - الملقَّب بحكيم آل مروان - عندما طلب بعض الكتب في الطب وعلم الصنعة (الكيمياء) من الإسكندرية لترجمتها إلى العربية.
إنَّ لجائزة الشيخ حمد مكانة تأتي من اسم أميرنا الوالد، حفظه الله تعالى، لتشهد على إسهاماته ودعمه لمختلف أنواع العلوم والثقافة، وتتنوع فئات الجائزة لـ5 فئات، هي الترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية والعكس، ومن العربية إلى اللغات الأخرى والعكس، وجائزة حُدِّدت للإنجاز في مجال التفاهم الدولي وتُمنَح للمؤسسات والأفراد.
أتمنى من مؤسسات التعليم العالي في بلادنا إتاحة تخصص الترجمة للجميع، فبحسب ما علِمْت فإن هذا التخصص متوفر في جامعة قطر للبنات فقط، وأقترح إدراجه في كلية المجتمع كونها تركز على الدراسة باللغتين، وهذا يسهل تأسيس جيل قطري قوي في هذا المجال الذي تحتاجه المؤسسات ويحتاجه المجتمع.
تغريدة: الجوائز الثقافية في مجالات متعددة تعطي لقطر مكانة لا تتوقف عند هذا العصر فقط، بل تتعداه لتكون إرثاً مستقبلياً لهذا الوطن.;
العَرب