اللغة العربية وعاء الإسلام

أ. خليل برهومي

 اللغة العربية، أو لغة الضاد، هي أشرف اللغات على وجه الأرض لأنها لغة القرآن الكريم، الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من خلفه أو بين يديه، وهي لغة أهل الجنة في الحياة الآخرة.

هذه اللغة الفريدة العظيمة التي شرفها الله عز وجل حيث أنزل القرآن الكريم على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بحروفها الكريمة وكلماتها العظيمة، لماذا تحاول الأيدي الشريرة العبث بها والمساس بقدسيتها والنيل من قدرها وجلالها؟.
إن كل من يعبث باللغة العربية فكأنما يعبث بالقرآن الكريم ويستهتر به وبقداسته.
إن أي نوع من أنواع التغريب يصب في خانة المؤامرة على اللغة العربية وبالتالي لغة القرآن الكريم.
وإن أية دعوة من دعوات التحدث باللغة العامية تصب في خانة المؤامرة على اللغة العربية وبالتالي على لغة القرآن الكريم، وكذلك الكتابة باللهجة العامية أو المحكية أو الكتابة بالحرف اللاتيني أو سواها من اللغات واللهجات التي صرنا نراها بكثافة على الواتس أب، وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اعلانات الاقنية التلفزيونية وأسماء برامجها وأسماء المحال التجارية وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره جميعاً.
وإن كل دعوة من دعوات المس بقواعد اللغة العربية أو التذرع بتبسيط قواعدها وأحكامها هي دعوات مشبوهة مردودة لا نقبل بها أياً تكن الذرائع لأنها تصب أيضاً في خانة المؤامرة على اللغة العربية وبالتالي على لغة القرآن الكريم.
لقد حافظ أجدادنا على هذه اللغة برموش العين وضبطوا أصولها وقواعدها حقباً طويلة من الزمن، فلماذا نتجاهلها نحن الأبناء العاقين اليوم ونعيث فيها فساداً حتى تضيع هويتنا وتاريخنا المشرق الذي نباهي بهما الأمم والشعوب كافة؟.
إن اللغة العربية مهملة في شتى الأماكن والمنتديات والكتب ومعظم الصحف والمجلات ومعظم وسائل الاعلام..
لقد عبثنا بها على منابر الخطابة وفي نشرات الأخبار وفي تقديم البرامج التلفزيونية، حيث أصبح معظم المذيعين والمذيعات يتحدثون باللهجة المحكية بدلاً من الفصحى، وأصبحت المنابر الثقافية تبتعد شيئاً فشيئاً عن أصالة اللغة العربية وفصاحتها، وأصبح مدعو نظم الشعر يكتبون بلغة لا علاقة لها بالصرف ولا النحو ولا الاملاء، وكأنما يكتبون بلغة جديدة لا تمت إلى لغة الضاد بأية صلة..
قال الله تعالى في كتابه الكريم {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}، وقال جل شأنه {قرآناً عربياً غير ذي عوج} وقال أيضاً: {وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «أحب العربية لثلاث: لأنني عربي، ولأن القرآن عربي، ولأن لغة أهل الجنة هي العربية»، واليهود يسعون سعياً دؤوباً إلى فصل المواطن عن لغته العربية وهي لغة القرآن الكريم وبالتالي فصله عن الاسلام وتعاليمه، وذلك لخوفهم من الاسلام كونه الدين الحق، وبذلك يهيمنون على الشعوب العربية بأفكارهم ومعتقداتهم الضالة.
لذلك فاننا بحاجة اليوم، إلى الحفاظ على هويتنا العربية المتمثلة بالقرآن الكريم ولغته العربية، واننا نحذر المسلمين والعرب من مؤامرة التعدي على ثوابت الدين واللغة، فعلينا التمسك بالقرآن الكريم وفهم معانيه ومراميه، وبالسنة النبوية المطهرة وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والتشبث باللغة العربية الناصعة التي هي أشرف وأنبل وأجمل لغة على وجه الأرض!. 
 

اللواء