رسالة مفتوحة الى رئيس وزراء و وزيرات حكومة الغد

أ. نبيل لحلو

 جل الرؤساء والأمناء للأحزاب السياسية - كانت "وطنية", "تقدمية"  "تقليدية-دينية" أو "ادارية-مخزنية" - شككوا في نتائج الانتخابات التشريعية لسابع اكتوبر 2016 لأنهم لم يروا في عدد المقاعد التي حصلت عليها احزابهم ما يبشرهم بالفوز في هيكلة الحكومة الجديدة بمقاعد وزارية وازنة ومربحة,و بالظفر بقسط مهم من الكعكة المخزنية التي تنحدر اصولها من الغنيمة, هده الغنيمة التي يعود اول توزيعها في الاشهر الأولى للاستقلال المغرب و تكوين اول حكومة مغربية مستقلة له,حكومة حاربها خدام الاستعمار والخونة الذين وقفوا في طريق تقدم المغرب و حاربوا لغته و هويته حتى لا يخرج عن طاعة فرنسا الاستعمارية الامبريالية. و بقبول توزيع الغنيمة على الأثرياء و الأغنياء,من المسيرين للأحزاب الوطنية التي ناهضت الاستعمار و طالبت بالاستقلال و عودة السلطان محمد بن يوسف الى عرشه,وعلى خدام المستعمر,من خونة ومجرمين و قتلة أخرجوا المغرب من معركة النضال ضد الفقر والجهل ليدخلوا في عالم الفساد السياسي والاقتصادي,الذي لازال سائدا ليومنا هدا , وقد مرت ستون سنة على ما سمي باستقلال المغرب.فهل نحن,فعلا,بلد مستقل بمعنى الكلمة؟                 

فمند ميلاد أول حكومة مغربية,عام 1956,الي يومنا هدا,حيث لم يبق يفصلنا عن سنة 2017 إلا شهر واحدا , يستمر توزيع الكعكة على الأحزاب المطيعة لمخزن لا بريد رؤية حزب واحد يخرج عن سيطرته و طاعته.و الكل يعرف ماذا يحدث من مآسي دموية و تصفيات جسدية لكل من  تجرأ في وجه المحزن الوجه القبيح و المتخلف للنظام الملكي الذي يحكم المغرب مند قرون , دون ان تنجح حكومة مغربية واحدة في جعل المغاربة يفتخرون بهويتهم  و لغتهم. نعم.   ولو حكومة واحدة استطاعت ان تحارب فرنسة عيون و عقول و اذن المواطن المغربي,تاركة اياه يزداد انفصالا عن لغته و هويته. لم يحصل لي ان سمعت برلمانيا واحدا تحت قبة البرلمان يتساءل : اين هي هويتنا كمغاربة و اين هي لغتنا الوطنية العربية كمغاربة ؟  لم يجدر لحد الآن أحد على وضع هدا السؤال المتعلق بسيادة لغة الوطن لأن الكل يخشى استيقاظ تسوماني أمزيغي من شأنه ان يحطم الى الأبد سيادة اللغة الوطنية و وحدة الوطن .في دائرة هده المؤامرة اللغوية,تبقى اللغة الفرنسية محبوبة و معشوقة عند المغاربة الذين اقتنعوا و اقنعوا أنفسهم ان اللغة العربية ما هي إلا لغة المستعمر الذي جاء من الجزيرة العربية ليستعمر و يسطو على بلاد البربر مهدما لعتها و حضارتها .  و نفس اللغة,أي اللغة الفرنسية, يكرهها المغاربة الدين لم يدرسونها,و بالتالي يعتبرونها لغة المستعمر و حزب فرنسا,بينما هي في الواقع لغة الفكر و التفكير بكل حرية و جرأة و انفتاح ,لدرجة 

ان المغاربة, كيف ما كانت اوضاعهم المادية,اصبحوا يبحثون بكل الوسائل على كيفية الوصول الى تسجيل ابناءهم و بناتهم في المدارس التابعة للبعثة الفرنسية. و كيف لا يفعلون و هم يقرؤون على ملصق الإشهار "وجدت عملا لأنني تعلمت اللغة الفرنسية و اتكلمها حيدا ".                                          

فإذا استمر المغرب في سياسته الفاشلة المتعلقة بفرنسة الهوية المغربية بطرق مختلفة تقسيم و تشتيت المجتمع,فلا ذنب لنا إذا ترحمنا باللغة الفرنسية على هويتنا المغربية و لغتنا العربية,لغة غنية و عميقة و وجميلة و شاعرية و قوية الرؤية. لو تعودنا مند صغرنا على استعمالها و النطق بها,عوض ان نستعمل لغة الدارجة و هي لغة الفقيرة و منعدمة المتعة,ربما عدنا  بسرعة الى فضاء الجاهلية حيث لم تكن حدود للسخرية و للجرأة و.  لحرية الفكر و التفكير. علينا ان نحرر لغتنا العربية من جميع  الطابوهات  و المحرمات لجعل المغاربة يحبون لغتهم العربية و يفتخرون بها و بما تملك من جمالية شاعرية و فلسفية  تجعل الفكر يعلو نحو ما هو أسمى في خدمة ذكاء الانسان المغربي وانارة عقله حتى  يتحرر بطريقة عقلانية من عقدة اللغة الفرنسية,لغة العقل و الفكر,بينما  الدين حكموا المغرب مند 1956 الي يومنا.  جلهم  سجلوا ابنائهم و بناتهم بالمدارس التابعة للتعليم الفرنسي  ليجعلوا منهم نخبة مستعدة  و قادرة على تسيير البلاد والعباد,لأن اللغة العربية,بمنظورهم كمتفرنسين,تبقى فقط لغة الدين و القرآن ولا يمكنها,حسب رؤيتهم كمتفرنسين,ان تجعل المغرب يتقدم و يزدهر.     

فأنتم الدين ستكونون حكومة الغد عليكم أن تتخلصوا من عقدة اللغة الفرنسية و تناضلوا من اجل مغرب له هويته و لغته ,لأن وحدة البلاد مرتبطة بلعته الوطنية لا بلهجاته المحلية. عليكم ان تفاجئوا المغاربة بان مغرب 2017 دخل عهدا حديدا لا علاقة له مع مغرب 1956- 2016       

 

لكم