اللغة العربية والمخاطر التي تتهددها

أ. سامي حسن سراحين

 ( وهذا لسان عربيّ مبين ) .. 

ضربت جذور لغتنا العربية عمق الصحارى القاحلة .. وارتوت من نبعها الصافي .. في ظل أمّة ما عرفت الإستقرار يوما .. لم يعرف لها النقّاد واللغويون في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة .. كاملة من غير تدرّج ..!!
في عمق الصحراء .. حيث الصراع على البقاء .. امتلك البدويّ ناصية العربيّة فارتقى بلسانه .. وصمد بجنانه .. بخطابه هدّأ الرمّال العاصفة .. وأبكى الجبال الشامخة .. وحرّك المياه الرّاكدة .. وأربك الملوك الواثقة..!؟ 
باعتراف كبار المستشرقين الألمان (فيشر ) فإنه باستثناء الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخر بوفرة علوم لغته غير العرب ..!؟ 
اعترافا بعظمة لغتنا العربية .. كما هو اعتراف بمجد أمتنا التليد .. كانت أعظم رسالة إلاهية على أعظم مخلوق على وجه البسيطة ( محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ) .. بواسطة أعظم لغة عرفتها البشرية .. ( إنها رسالة الإسلام ) .. كما سطّر قرآننا الخالد أعظم الصّور البلاغية التي حيّرت .. بل أعجزت جهابذة اللغة عن شرحها أو الإتيان بمثيلاتها .. ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ..)
ومن هنا يفرض المستعمِر لغته على الأمّة المستعمٓرة ساعيا الى إذلالهم بإذلال لغتهم .. وضرب تاريخهم .. وقتل آمالهم .. فيؤمنوا بعجزهم .. فيستمر سباتهم .. وتطول كبوتهم .. وتاريخنا العربي خير شاهد ..!؟ 
لما ورد ذكره .. مؤلم هجر لغتنا اعتزازا باللغات الأخرى ..!؟ 
مؤلم أن تجد منشورات وجرائد وصحف .. وكتّاب .. وفضائيات تبث وتكتب باللهجات العاميّة ..!؟ 
مؤلم أن يزيّن بعض الأصدقاء منشوراتهم وكتاباتهم بكلمات ولهجات عاميّة لا علاقة لها بلغة القرآن المجيد ..!؟
 

دنيا الوطن