الصين _ اللغة العربية تقتحم أسوار الصين
جاك صبري شماس
لن نتحدث عن المعاجم اللغوية ودورها ووجودها في أي قطر عربي، فهذا شيء طبيعي، لكن ما يسترعي الانتباه وجود هذه الظاهرة في الصين وإن كانت لاتحمل بدقة اسم المجمع اللغوي وإنما هيئة للعاملين في حقل الدراسات العربية في الصين.. والقائمون على هذه الدراسات اللغوية العربية هم صينيون وأصحاب اختصاصات مختلفة تصب بجوهرها في المحيط العربي، أليس ذلك جديراً بالاحترام لهذه الدولة العملاقة بسكانها واقتصادها وحيويتها، في حين أن معظم البلاد العربية لاتجود بهذا العطاء في حقول مختلفة بينما لاتقصر «إسرائيل» على الإطلاق بدعم لغتها ليس في «إسرائيل» فقط وإنما في أماكن مختلفة من هذه المعمورة، ونحن لاننكر وقوف بعض الأقطار العربية في تزويد المجامع اللغوية؛ وهذا لايكفي.
بقي أن نهمس في أذن المسؤولين العرب بمثل عربي مفاده (لايحك جلدك إلا ظفرك) فيجب أن يشمل التعليم العربي أمريكا الجنوبية وبعض الدول الآسيوية والإفريقية، وأن تكون الجامعات العربية هي التي تمنح شهادات الدكتوراه للعرب والأجانب وليس العكس كما يحدث أن تسمع بين آونة وأخرى عن شهادات دكتوراه تمنح للدارسين العرب من قبل جامعات أجنبية مختلفة.. أليس الأمر مؤلماً عندما نسمع أن فلاناً يحمل شهادة دكتوراه عن الموت في الشعر الجاهلي من براغ أو لندن أو موسكو، واللغة العربية هي مهد الحضارة العربية الإسلامية وفيها ولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبها نزل القرآن الكريم؟!
أليست المعادلة غريبة أو الأحرى أن المفارقة عجيبة، فنحن جذر اللغة العربية، وكيف يتحول الجذر إلى فرع؟!.. إنها الطامة الكبرى والمؤلمة.
ما من أمة من أمم العالم تملك ثراء في لغتها كما تملك العربية في مفرداتها الزاخرة الفنية، لابد من أن تكون وقفة مع الذات واختراق أسوار الصين ومجاهيل الأمازون وإرساء الصرح الشامخ للغتنا العربية.
تشرين
|
|
|