للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

نقاش هسبريس: الدارجة بين البحث الأكاديمي والطرح الإيديولوجي

 بين التدريس باللغة العربية الفصحى وبين التدريس بالعامية المغربية، أو ما يعرف بالدارجة، تشتد التجاذبات وينتصب الجدل بين البحث الأكاديمي الصرف وبين الهوى الإيديولوجي. هذا الجدل الذي لا يزال شاهدا على حرب سيميائية تتخذ الإعلام والتربية والتدريس، وتتقاذفها الأحزاب والجمعيات والجامعات في غياب لسياسات عمومية وطنية واضحة المعالم، ومحددة للإستراتجيات القائمة على مشروع وطني واضح.

إن هذه الحرب السيميائية، التي تستند في دفاعها وآليات إقناعها على "مدح الهويات الرخوة" المكونة للاجتماع المغربي حسب عبارة الأنثربولوجي المغربي حسن رشيق، تتجلى في القصف الإعلامي المتبادل بين جبهتين: الجبهة الأولى لا ترى مانعا في تدريس المواد الأساسية بالدارجة؛ بل تنادي علنا بتحقيق هذا المطلب، من خلال مشاركتها في مؤسسات الحكامة الدستورية من أجل ذلك في إطار إصلاح منظومة التعليم وإخراجها من أزمتها الحالية. وتدافع الجبهة الثانية عن بقاء اللغة العربية بقواعدها المعيارية المعروفة كوسيلة لغوية أساسية للتدريس، وترى أن اللغة ليست سببا في تدهور مستوى التعليم العمومي بالبلاد.

وبين ثنايا هذا الصراع الذي طفا بشكل ملحوظ على السطح الإعلامي ليشكل موضوعا للنقاش العمومي، يرى عدد من المتتبعين أنه يعد أحد تجليات المواجهة الخفية بين تيارين يتجاذبان قضايا المجتمع: أولهما يرفض اللغة العربية باعتبارها رمزا للثقافة العربية والإسلامية وما يعنيه ذلك من فكر إسلامي عقائدي مشحون بنوع من "التطرف والتعصب". وبناء عليه، يفضّل أصحاب هذا التيار تبني "الفكر الحداثي العلماني الغربي" غير المرتبط بالثقافة الإسلامية، خصوصا في شقه الفرنكفوني. وفي المقابل، ينتصب تيار ثان مضاد يدافع عن التراث العربي الإسلامي، معتبرا أن هذا التراث يعد مكونا رئيسيا للشخصية المغربية في سيرورة تشكلها عبر مختلف حقب التاريخ المغربي. ويرفض أصحاب هذا التيار أي تفريط في عناصر هذا التراث؛ وعلى رأسها اللغة العربية التي يعتبرونها حاملة لقيم الدين الإسلامي ولقيم الأمة العربية.

ومن أجل بسط النقاش العمومي في الموضوع، ينظم مركز هسبريس للدراسات والإعلام، اليوم الخميس ابتداء من الساعة الخامسة، بمقر جريدة هسبريس الإلكترونية في الرباط، ندوة حول موضوع تبني التدريس بالدارجة لمحاولة تفحص الموضوع من عدة جوانب وزوايا.

ومن أهم الأسئلة التي ستحاول الندوة مقاربتها إشكالية علاقة اللغة بالتدريس واكتساب المهارات والعلوم. كما تتساءل الندوة عن الدور المحتمل للغة في تكريس أزمة التعليم وتلقين المهارات. ومن جانب أعمق، تتساءل الندوة أيضا عن عمق الصراع الدائر حول لغة التدريس بين بناءين فكريين متصارعين في المجتمع ككل، وليس فقط في المدرسة؛ وذلك في عملية فحص بلاغي حول أوجه التشابه وكذا أوجه الاختلاف بين الطرحين، وكذا تبيان الخلفيات الثاوية وراء دعاوى كل تيار.

كما تتغيا الندوة الحوارية البحث عن مدى وجود مقاصد توفيقية بين التيارين للحفاظ على اللغة العربية مع الانفتاح على اللغات العالمية الأخرى المنتجة للعلوم، وعن إمكانية تبسيط اللغة الأم لتقديمها إلى الأجيال الجديدة في حلة تتلاءم مع متطلبات التطور العلمي والتكنولوجي.

وستتطرق الندوة، أيضا، إلى البحث في أهم الصعاب والنتائج التي قد يواجهها المجتمع في حال إقرار إدخال الدارجة إلى المدرسة المغربية، في الوقت الذي لم تستوف فيه بعد الشروط العلمية لإدراج الأمازيغية لغة رسمية في المقررات التعليمية.

ويشارك في هذه الندوة كل من الدكتور فؤاد بوعلي، أستاذ اللسانيات بجامعة محمد الأول بوجدة؛ والدكتور خليل لمغارفي، أستاذ اللسانيات بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة ومنسق "قاموس الدارجة"؛ والدكتور عبد الصمد بلكبير، أستاذ جامعي وسياسي يساري.

جدير بالذكر أن متابعة النقاش متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والقناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية بـ"يوتيوب"، على الساعة الخامسة من عشيّة اليوم الخميس.
 

هسبريس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية