أ. محمد آل راجح
عقد الكلمات والعبارات التي يزين بها عنق اللغة العربية في مناسباتها السنوية غاية في الجمال، وحديثنا في تلك المناسبات يوحي أن اللغة في أحسن أحوالها، بينما -من وجهة نظري- الوضع يرثى له، سواء في معاقلها (الجامعات والمدارس) أو التعاملات العامة.
أذكر أن بعض المدارس تعلق على الطالب الذي يتحدث الفصحى، وتسخر من المعلم الذي يحاول أن يتحدث لغة صافية نقية !..هل تغير هذا المفهوم أم لا ؟
بهذا الحال هويتنا في خطر إذا افترضنا أن اللغة هي المكون الأساسي لهويتنا.
نعم هناك مراكز تهتم بالتراث اللغوي، وكتب في المكتبات تتحدث عن اللغة وقواعدها وجمالياتها، لكن ماذا عن الجيل القادم ؟ هل نعرف حقيقة أحوالهم مع اللغة ؟ إن الجيل القادم جيل السواق والشغالة، وعدم اكتراثنا بمن افسد ألسنة أبنائنا في بيوتنا يجعلنا في موقف محرج أمام مشاريعنا اللغوية.
كمجتمع نستمتع بمن يستخدم لغتنا استخدامًا مهلهلًا رغم ما في ذلك أحيانًا من الإساءات وتقليب المعاني؛ ولهذا وجد مقطع الشغالة التي تنادي الخروف باللهجة السعودية رواجًا كبيرًا، واشتعل (الواتس) بتعليقات مضحكة، واحتل السؤال: لماذا الشغالة تتحدث مع الخروف باللغة السعودية مساحة كبيرة من الطقطقة ؟ بينما التساؤل المفترض هو: هل تمثل الشغالة خطرًا على لغة أولادنا؟، وما الذي قمنا به لإيقاف ذلك الخطر ؟
المبادرات عن اللغة العربية كثيرة، وقد اطلعت في كتيب حفل تدشين المعجم العربي لطلاب التعليم العام، الذي أطلقته وزارة التعليم بالشراكة مع مدينة الملك عبدالعزيز (قبل يومين) على جملة من المبادرات الرائعة، وهو جهد تشكر عليه الجهتان، لكن لا يزال السؤال: ما الأثر الذي عكسته تلك المبادرات على وضع اللغة العربية في المدارس والجامعات وحياتنا العامة ؟
مازلنا نرى أن اللغة العربية تستخدم بشكل ضعيف، نحتاج تقييم دقيق لأعمالنا تلك، ونحتاج أن تكون الأسرة شريكًا أساسيًا في هذا التوجه، وينبغي أيضًا أن تكون العربية محكًا أساسيًا في معايير الأداء الوظيفي في جميع المؤسسات، وليست التعليمية فقط.. تحياتي
الوئام