للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

هل عاشت تركيا انقلابا على الحرف العربي؟

 يزداد اهتمام المجتمع التركي بتعلم اللغة العربية وخاصة عند فئة كبار السن، حيث يدفعهم وازعهم والتزامهم الديني لتعلم اللغة العربية بهدف التمكن من إجادة ترتيل القرآن الكريم، أو للحديث مع العرب المتواجدين بكثرة في عموم محافظات تركيا.

المهندس جلال الدين أوزتورك، يحدثنا في هذا الحوار، الذي أجراه مع موقع تركيا بوست، عن تجربته الخاصة في تعلم اللغة العربية وواقع انتشارها في تركيا.

هل يمكن أن تعرفنا أكثر عن نفسك؟

أنا أبلغ الخامسة والستين من عمري، من مدينة بولو، وتحديداً من منطقة كبرستشاك وقرية دفران. بعد أن توفي والدي (رحمه الله تعالى) عام 1957، هاجرنا إلى منطقة بولاطلي في العاصمة أنقرة. أنهيت تعليمي الابتدائي والإعدادي والثانوي في بولاطلي. ثم انتقلت إلى إسطنبول وتخرجت من قسم هندسة الغابات في جامعة إسطنبول.

المغامرات والسياحة

عملت في التصوير فترة طويلة من 1972 إلى 1980، فكنت أعمل في التصوير أثناء دراستي كي أكسب النقود لأواصل تعليمي، لذلك أنهيت حياة الجامعة بعد 7 سنوات أي أنها كانت طويلة أيضاً. اشتريت سيارة من النقود التي جمعتها من مهنة التصوير وسكنت في منزل مع أصدقائي. كما استخدمت سيارتي للعمل في النقل أيضاً، فزرت بها سوريا، والأردن، والسعودية، والكويت، وإيران في رحلة سياحية استمرت 26 يوماً.

كنت أستخدم اللغة الإنجليزية للتعامل مع الناس. وفي عام 1979 خرجت في رحلة سياحية إلى أوروبا استمرت 3 أشهر. فتنقلت بين العديد من الدول الأوروبية ولدي صور من جميع هذه البلدان التي بدأت التنقل فيها من بلغاريا بسيارتي الخاصة.

لماذا تريد أن تتعلم العربية وقد جاوز عمرك الـ65؟

الآن عمري 65 عام، والعرب قبل كل شيء هم أخوتنا في الدين. فبدل الميل إلى أوروبا أو آسيا أو أمريكا فالأفضل أن نميل إليهم. وإن سألتموني: لماذا ملت إلى أوروبا في شبابي؟ فإنني في ذلك الوقت كان تفكيري مختلفاً. ولكنني كنت دوماً أرغب بالتعرف على العرب ولغتهم وربما كان السبب وراء تلك الرغبة هو عقيدتي الإيمانية. كما أن من المعتقد وبحسب ما قرأت وفهمت فإن لغة الجنة ستكون اللغة العربية.

يعني هل تخاف حين تذهب إلى الجنة ألا تتمكن من الحديث بلغتهم؟

لا، فبعد أن ألتزم بأوامر الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام لا أظن أن اللغة ستشكل مشكلة في الآخرة. ونحن لا نعلم في الأساس كيف سنكون في الآخرة والكيفية التي سنتخاطب بها. وإن كنا نعلم أننا سنبعث في الـ35 من عمرنا. أي أن الإنسان سيبعث في الـ35 من عمره حتى وإن مات وعمره 20 أو 70. لا أعرف مدى صحة هذه الرواية فأنا لست بعالم في الإسلام، أنا فقط مسلم يحاول الحرص على تعلم دينه وتطبيق تعليماته.

برأيكم ما هي نسبة الأتراك الذين يرغبون بتعلم اللغة العربية؟

نسبة المسلمين في تركيا تشكل 99%، يؤمنون بالله ويصدقون به. وقد أثبتت بحوثات المؤسسات المدنية والحكومية أن 99% من الشعب التركي مسلمون. أعتقد بأن عدد المسلمين الحقيقيين من أهل السنة في تركيا يتجاوز الـ30 في المئة. أي أن الرقم الصحيح ليس 99% بل يتراوح بين 30 إلى 25 في المئة. وهذا استنتاجي الشخصي لم أقرأ بحثاً علمياً حوله. كما أن 5% فقط من هذه الـ30% تهتم لأمر اللغة العربية. حتى أنني لا أعتقد أن عدد القارئين للقرآن بتجويده يتجاوز الـ10 في المئة من مجموع المهتمين لأمر اللغة العربية. فأنا أرى في جماعة الجامع التي في منطقة أوسكودار التي أعيش فيها في إسطنبول 5% منهم فقط يقرأ القرآن بالتجويد. رغم أن الله قال في كتابه “ورتل القرآن ترتيلا” وهذا أمر مباشر من الله لا يجب الاستهانة به.

لماذا تتعلمون اللغة العربية بهذا العمر؟

هذا سؤال جميل جداً. لدي هنا بعض الأمور التي ستربط لساني ولن أستطيع التحدث عنها. فتركيا للأسف عاشت “انقلاب على الحرف العربي” بعد إعلان الجمهورية، مثلما عاشت انقلاب على اللغة والثقافة. وهذه الانقلابات أدت إلى ضياع هذه القيم الإسلامية. ولكننا اليوم نعيش أواخر مراحل هذه الانقلابات وذلك ابتدأ مع ابتداء حكم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.

في 1960 تم إعدام أحد الرؤساء الأتراك وأحد أهم أسباب إعدامه هو أن الأذان في تركيا كان يُقرأ باللغة العربية. وقد بدأت هذه المرحلة من ضياع الثقافة الإسلامية في عام 1930 تقريباً واستمرت حتى 1950. ومن 1950 وحتى ابتداء القرن الواحد والعشرين كان منع الحجاب والقبعة لا يزال مستمراً. باختصار فإن تركيا عاشت مرحلة سيئة جعلتها تفقد الحساسية الإسلامية وتقطع علاقتها بالدول المسلمة.

بناءً على ذلك هل تعتقدون أن الفترة التي بدأت فيها العلمانية في تركيا هي التي أبعدتها عن الإسلام؟

تركيا لا تزال دولة علمانية. وهذا البعد عن الإسلام لم يأت مع العلمانية. بل السبب هو توجه بعض القادة في تلك الفترة إلى اتباع السياسات الغربية وقيامهم بمنع الثقافات الإسلامية وإغلاق الجوامع والمدارس الدينية ومنع قراءة القرآن. فالسبب هو ليس العلمانية، فنحن لا نزال علمانيين، ولكن رئيسنا الحالي غير هذه السياسات فأعاد الحجاب والحريات الدينية. العلمانية هي فصل الدين عن السياسة، ولكن في السابق كان حتى العساكر يتدخلون في دين الشعب ويمنعون الحجاب بدل الالتفات إلى مهامهم الأساسية.

كيف تنظرون إلى مستقبل الإسلام في تركيا؟

إنه موضوع عميق وحساس جداً. ولكن كما قلت أنا لست عالم في الإسلام، أنا مجرد مواطن بسيط كل ما أعلمه هو أن الرسول قال إن “الإسلام جاء غريباً وسيعود غريباً”. نحن في تركيا في الغالب من أهل السنة، ولكنني ذهبت إلى إيران التي يحكمها الشيعة، وهي قوة عظمى، ولكن عقيدتها مخالفة تماماً لعقيدتنا السنية. بل إن أشقاءنا التركمانيين في إيران يصلون كالإيرانيين بشكل مختلف عنا. إنني أصلي جميع فروضي في الجامع ولكنني حين ذهبت إلى إيران لم أتمكن من الصلاة مع الجماعة أبداً.

أما في السعودية دخلنا الجوامع وصلينا في الجماعة كما لم نتمكن من فعله في إيران. إن الإسلام في وضع ممزق وقد كان إلغاء الخلافة في تركيا من أكبر الضربات التي تعرض إليها الإسلام في تركيا والعالم. أنا أعلم أن هناك الكثير من العرب والأتراك الذين لا يؤيدون الخلافة ولكن ذلك لا يمنع أن السواد الأعظم كان حزيناً على إلغائها فقد أزيلت المؤسسة الكبرى التي يلجأ إليها المسلمين. فمثلاً لو حدثت قضية فقية أو حقوقية لن يتمكن المسلمون من الاجتماع في مكان للتشاور فيها. كل هذه الأمور كانت تسأل لدور القضاء والإفتاء في دولة الخلافة أم اليوم فلم يعد لدى المسلمين مؤسسات كهذه لتحل خلافاتهم. ولذلك إن سألتموني أين يتجه الإسلام فإني أقول أنه لا يذهب نحو الخير. والحل لذلك هو إيجاد خليفة أو قائد أو مستشار يجمع جميع المسلمين تحت ظله.
 

تركيا بوست

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية