أكّد د. علي الكبيسي، رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر أن منتدى طالبات اللغة العربية يسعى لتعزيز التواصل بين قسم اللغة العربية والطالبات.

وقال: هدفنا مشاركة الطالبات في الأنشطة الثقافية المتعددة للقسم لأنها تتيح التواصل اجتماعيًا و ثقافيًا ليتحاورْن ويتناقشن فيما بينهن، لأن الحوار ثقافة تصقل شخصية الطالبة وتجعلها أكثر مرونةً وتقبلاً للرأي الآخر وأكثر انفتاحًا على ثقافات الآخرين.

وأكّد في تصريحات خاصة لـ  الراية  حرص الجامعة على أن تكون محطة لتنمية وتطوير مواهب الطالبات، لذا تحرص دائمًا على توفير مناخ لتنمية المهارات، لأن العمل بعد التخرج يعدّ مرحلة تطبيق وإذا لم يسبقه مرحلة تنظيرية تدريبية فلن يكون احترافيًا؛ لذا يعدّ المنتدى، على صعيد العلوم الإنسانية، فرصة للربط بين الجانب النظري والتطبيقي في المهارات اللغوية.

وكان قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم قد أعلن عن بدء نشاط منتدى طالبات اللغة العربية بحلته الجديدة، ويترأس اللجنة المشرفة على المنتدى د.هيا محمد الدرهم وتضم اللجنة كلاً من د. امتنان الصمادي، ود.نسيمة بوصلاح.

وقد عقد منتدى اللغة العربية جلسته الأدبية الأولى تحت عنوان: "منتدى اللغة العربية انطلاقة مضيئة"، حيث عرض فيها أهمّ النشاطات التي قدّمها المنتدى خلال سنتين من نشأته تحت اسم "منتدى شغف" بإشراف من الدكتورة نورة فرج وذلك بحضور رئيس قسم اللغة العربية د. علي الكبيسي والعديد من أعضاء هيئة التدريس وطالبات القسم.

 الراية  التقت العديد من أعضاء المنتدى للتحدث عن انطلاقته وأهمّ أهدافه وخُططه للعام الأكاديمي 2013.

يقول د. محمد مصطفى سليم، منسق برنامج البكالوريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم: أهمّ ما يميّز المنتدى هذا العام أنه رفع مستوى تطلعات الطالبات والأساتذة نحو الأنشطة التي ستقدم، فهناك أنشطة ثقافية تخصّ الطالبات لعلّ أهمها تقديم ورش إبداعية في أجناس أدبية شتى، فضلاً عن أنشطة تطبيقية تتعرف فيها الطالبات على نصوص أدبية منشورة، من خلال جلسات نقدية مميزة يقدمها الأساتذة المعنيون بالنقد الأدبي. وفوق كل هذا بدا واضحًا تلاحم الاهتمام بين الطالبات و الأساتذة في لقاءات إبداعية ممتعة.

وقالت د.هيا محمد الدرهم، عضو هيئة تدريس في قسم اللغة العربية ومقررة لجنة المنتدى لـ  الراية : جامعة قطر حريصة على إظهار هذا التميز الأدبي لطالباتها وتعريف المجتمع القطري به والإسهام في نهضة الواقع الثقافي في الدولة والعناية بقنواته، ولعل منتدى اللغة العربية رافد جديد في هذه المساهمة فمن الضروري أن يهتم قسم اللغة العربية في الجامعة، بما يملكه من طاقات نقدية ومعرفية متخصصة، بإبداعات طالبات الجامعة، وتوجيهها، والعمل على نشر الجيد منها، ليكون هذا المنتدى بمثابة نادٍ أدبي يضم طاقات الإبداع الأدبي بفنونه المختلفة لطالبات جامعة قطر والجامعات الأخرى في الدولة.

وأضافت: يأمل المنتدى بمدّ قنوات التواصل مع المدارس الثانوية في قطر، واحتضان إبداعات الطالبات خلالها، وإقامة ندوات تشترك فيها طالبات المدارس وطالبات الجامعة، ونشر إبداعاتهن في مطبوعات المنتدى.

وكشفت د. نسيمة بوصلاح، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية، عن أهمّ الأنشطة والفعاليات التي يعتزم قسم اللغة العربية تنظيمها لتعزيز شغف طالبات القسم في اللغة العربية وجهودهنّ وغرس روح الكتابة والخطابة فيهنّ. وبينت أنه تقرر فتح منتدى اللغة العربية على مختلف كليات جامعة قطر وذلك للكشف عن المبدعات من مختلف التخصصات وتشجيعهن على الانضمام للمنتدى وحضور فعالياته والمساهمة فيها بما يحقق للمنتدى هدف خدمة محيط الجامعة.

وأكدت أن من أهمّ أهداف منتدى طالبات اللغة العربية هو تفعيل نشاط الطالبات في قسم اللغة العربية وفي الجامعة واحتضان الإبداعات الطلابية وتشجيعها ونشرها وإقامة جسور للتواصل الإبداعي بين طالبات جامعة قطر وطالبات الجامعات الأخرى في الدولة وخارجها وذلك عن طريق إقامة أنشطة طلابية إبداعية في هذه الجامعات بهدف تعزيز قيم التعاون واستقطاب مواهب من جامعات أخرى.

وقالت: سنعقد ندوات شهرية وأسبوعية، حيث سنقوم في اللقاءات الشهرية باستضافة أحد القامات الأدبية لتذكية جودة الكتابة لدى مبدعاتنا وفتح باب لحوار مباشر بينهم وبين الطالبات للاطلاع على تجربتهم الأدبية والإبداعية الخاصة، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات وأنشطة أسبوعية قرائية تستهدف الطالبات بشكل أكبر لحثهن على الغوص أكثر في عوالم الأدب والكتابة وعرض نتاجهن الكتابي على الجمهور وأهل الاختصاص، إضافة إلى تربية روح المواجهة والشجاعة الأدبية لدى الطالبة وهو ما يساعد على ترويض المهارات الكتابية لديهنّ وتقديم إبداعاتهن الأدبية في القصيدة والقصة والمقالة والخاطرة والمسرحية. كما سنقوم بإصدار منشورات خاصة بالمنتدى، إذ يولي قسم اللغة العربية اهتمامًا بالغًا بالنشرات والمطبوعات وسيصدر عن هذا المنتدى مجلة "ورود" الفصلية الأدبية التي تُعنى بعرض إبداعات الطالبات من كتابات وأعمال فنية، بالإضافة إلى مطوية "حرف" وهي من إعداد الطالبات، حيث يقدمن فيها الأنشطة الثقافية المقامة في الجامعة.

وأضافت: سيكون لدينا أيضًا نشاط إذاعي بالتنسيق مع إذاعة الجامعة حيث سيقوم المنتدى بإعداد وتقديم فقرة إذاعية أدبية من عشرين دقيقة، وذلك انفتاحًا من المنتدى على فضاء الجامعة من جهة، وإدماج الطالبات في التعامل مع أوعية إعلامية مسموعة من جهة أخرى. وسيتم تأسيس مكتبة للمنتدى، على أن تكون نواتها الأولى من إصدارات أساتذة قسم اللغة العربية أو من هباتهم لما يفيض عن حاجاتهم من نسخ لمؤلفات الأدب والنقد. كما نعتزم كذلك عقد ورش كتابة دائمة في مختلف الفنون الكتابية شعرية كانت أم سردية بمختلف تنويعاتها، يتولاها من لهم القدرة على ذلك من أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية، أو ضيوف من خارج الجامعة.

وقالت: لقد تقرّر نقل أنشطة المنتدى أيضًا إلى شبكة الإنترنت عن طريق خلق هايبرلينك للمنتدى في صفحة قسم اللغة العربية بالجامعة، يهتم بالإعلان عن أنشطته، ونشر التغطيات حولها، والترويج لإنجازاته. كما تقرر إنشاء صفحة عامة على الفيس بوك، تديرها طالبات عضوات في منتدى اللغة العربية تهتم بنشر ما تراه مناسبًا من إبداعات الطالبات وكذلك نشر صور فعاليات المنتدى، والأخبار حول أنشطته، وغير ذلك بما نراه مناسبًا لخدمة ربط المنتدى بالعالم الخارجي.

رعاية الإبداع

وعن تجربتها في رعاية الإبداع، قالت د. امتنان الصمادي، عضو هيئة تدريس في القسم لـ  الراية : لم تكن رعاية الإبداع والمبدعين لدي بالعمل الجديد فقد بدأت هذا العمل منذ عام 1993 مع تأسيس مدرسة اليوبيل للموهوبين والمبدعين في الأردن إذ كنت من مؤسسي فريق التدريس فيها وأُلقيت على عاتقي مهمة الكشف عن المواهب الأدبية الطلابية آنذاك، ومن ثم العمل مساعدة عميد شؤون الطلبة للشؤون الثقافية في الجامعة الأردنية الرافد الآخر لمسيرة الدعم الطلابي لمثل هذه الألوان من الإبداع ، وكانت رئاستي لتحرير مجلة أقلام جديدة لرعاية الإبداع الشبابي المحطة الثالثة المهمة في مضمار رعاية الإبداع الشبابي، والآن أتشرف في كوني عضوًا في منتدى اللغة العربية الذي يشرف عليه قسم اللغة العربية بجامعة قطر ويعنى بإبداع الطالبات ورعايتهن في مجال الكتابة، وفي كل المراحل السابقة ننطلق دائمًا مما لدى المبدع من إمكانات وهي عادة ما تكون كامنة لا يعرف صاحبها أين وكيف يصنفها، يعرف أنه يملك إحساسات غير التي يملكها أصدقاؤه المحيطون به ويعرف أيضًا أنه يفكر بالأمور بصورة أكثر حساسية مما يفكر بها الآخرون ويستغرق وقتًا في التفكير أكثر من غيره ويميل إلى الهدوء في كثير من الأحيان لكنه هدوء كامن يحمل بذوره البركانية التي سرعان ما تشتعل لو أمسك بالقلم أو تخبو وتموت إذا ما لم يجد متسعًا من الوقت لمواجهة الورقة. هذا بشكل عام حال المبدع الكامن، ويأتي دور الرعاية وأهمّ ما تشتمل عليه أن يملك القائم على فكرة الرعاية قدرات إبداعية ورؤية ومهارات فنية ولغوية لكي يتمكن من تتبع العيوب الكتابية لدى الطالب.

الراية