للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

حروف ساقطة

د.زياد الرافعي

 

لقد كتبت هذا المقال يوم ١٨ كانون الأول الفائت بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ولكن الوقت كان قد فات لنشره في آخر عدد لجريدة "البيان" في عام ٢٠١٦. وبهذه المناسبة أريد ان أفصح عما يعتصر صدري من ألم لما تعانيه اللغة العربية من إهمال في لبنان حالياً. قبل اتفاق الطائف حين كان الدستور ينص على بدعة تقول بأن لبنان هو "ذو وجه عربي" كان الاهتمام باللغة العربية أكثر مما عليه الحال الآن، وبعد دستور الطائف الذي ينص بأن لبنان هو "عربي الهوية والانتماء" مما يشكل مفارقة غريبة. فقبل اتفاق الطائف كان يتم تدريس جميع المواد في المرحلة الابتدائية باللغة العربية مع تدريس إحدى اللغات الأجنبية. كما كنا نحفظ بمدارسنا الأناشيد القومية مثل نشيد موطني ونحن الشباب وبلاد العرب أوطاني. وكان من الطبيعي ان يتواصل الطلاب أو يتراسلوا فيما بينهم باللغة العربية. أما الآن فقد أصبح تدريس جميع المواد بما فيها علم الحساب بلغة أجنبية مما جعل الجيل الجديد ينظر الى اللغة العربية الفصحى كأنها هي اللغة الأجنبية. وأصبح الطلاب يتواصلون فيما بينهم قولاً وكتابة بلغة أجنبية، وعندما يكتبون بالعربية يستعملون الأحرف اللاتينية مع استعمال بعض الأرقام لتدل على الصوت العربي. ولقد لاحظت ان بعضهم لا يعرف العد بالأرقام العربية. لا أدري بعهد أي وزير تربية تمت هذه الجريمة بحق اللغة العربية. ولكن الذي أعرفه ان وزير التربية في الحكومة المستقيلة الياس أبو صعب ظهر في برنامج "هيدا حكي" ليسخر مع مضيفه عادل كرم من اللغة العربية الفصحى. وإذا كان من الطبيعي ان يسخر جاهل مما لايعرفه فانه ليس من الطبيعي أن يكون جاهل باللغة العربية وزيرا للتربية في بلد عربي الهوية والانتماء كما ورد في الدستور. وبما ان اللغة هي الهوية فلا بد ان تقوم وزارة التربية باعادة النظر بمنهاج التغريب الحالي حتى لا تفقد أجيالنا القادمة هويتها، إلا إذا كان هذا هو القصد.

وللعودة الى عنوان المقال، فقد جرى استعمال تعبير "حرف ناقص" مجازاً للتدليل على شخص مهمش أو بدون اعتبار. ولكن ما أعنيه بالحروف الساقطة هو المعنى الحقيقي- وليس المجازي- للتعبير. فمن يتابع محطات التلفزة اللبنانية وخصوصاً النشرات الجوية والدعايات يجد ان بعض الحروف قد سقطت قصداً أو تصنعاً وليس سهواً. فالطاء أصبحت تاء (التقس بدل الطقس) والصاد سقطت لمصلحة السين (توسيل بدل توصيل) والضاد حل محلها حرف الدال (ادافي بدل إضافي). والمسؤولية تقع على مديري المحطات التلفزيونية ووزارة الإعلام بالإضافة الى الجمعيات التي تعنى باللغة والتراث وربما على جميع الذين ما زالوا متمسكين بلغتهم وبهويتهم العربية وقد أصبحوا قلة مع الأسف، ولكن الكرام قليل. وأخيراً، لا آخراً، أود توجيه رسالة حب الى لغتي العربية:
ويح قلبي كيف لا يصبو والعربية حسنها يسبي
إنني من قبل أن أحبـو كان فيها مولعـاً قلبي
 

 

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية