للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أنا أتكلم العربية.. كيف أخدمك ؟

د. مبارك بن إبراهيم الكواري

 

صار لمن أراد أن يستفسر في بعض الأماكن -إن لم يكن أغلبها- أو لإجراء أي معاملة، فإن عليه أن يعرف اللغة الأجنبية، وإلا صار غريباً ولازمته المتاعب، وفي ذلك قد يخسر كثيراً من الوقت أو تتعطل أعماله بطريقة أو بأخرى إلا إذا رحمه الله تعالى ووجد من يعرف اللغتين من المواطنين أو إخواننا العرب ليقوم بالترجمة. حدث في المطار أن رأيتُ رجلاً سمحاً كان لديه استفسار ويسأل موظفي المطار" أنت تتكلم العربية؟ " فيُشار إلى شخص يتكلم العربية كي يخدمه، وكنت أتساءل لماذا يجب على العربي في بلد عربي، البحث عمن يتكلم العربية بهذه الطريقة، ولماذا لا يكون المتكلم باللغة العربية مميزاً بلباس أو علامة أو جملة مكتوبة على بزته "أنا أتكلم العربية"، أولاً لنميز لغتنا وليعلم الغير أننا نعتز بهذا الكنز الثمين، والذي لم نعرف قيمته وهو مما يؤسف له، وثانياً لنسهل الخدمة من خلال التعرف على من يتكلم بلساننا بدل السؤال والبحث عن اليمين وعن الشمال. ومما يلاحظ أنه لا يوجد تقصير في المطار مع اللغة الأجنبية فحتى المناطق أسموها "زون" zone بدل الاسم العربي "منطقة"، وبالمناسبة أحد الشيبان الظرفاء حين قالت له الموظفة الأجنبية اذهب إلى "زون 2" رد بكل أدب عليها " زان لونك يا بُنيتي"قالها وهو يبتسم، هي لم تفهم ما قاله ولكني حسبته نوعاً من الاعتراض اللطيف منه على عدم استخدام لغتنا العربية، وهذا موضوع مازال في جدال بين مؤيد ومعارض والسبب الرئيس أن اللغة الأجنبية هي لغة عالمية مع أنه مفهوم عليه علامة استفهام، فهناك اختلاف بين من درس الإنجليزية ومن كان أساس علمه اللغة الفرنسية - مثلاً - فالكل يرى ما عنده أنها هي اللغة العالمية، وكلاهما على حق، في المقابل لا أحد يرى أن لغتنا العربية الجميلة - كما كانت تسمى في برنامج المذيع الراحل فاروق شوشة - أنها اللغة العالمية مع أنها مستخدمة عند مليار ونصف المليار مسلم من سكان الأرض السبعة مليارات، فقد وضعوها على كرسي الاحتياط مع أننا بها حفظنا قرآننا الكريم ثم حملت أحرفها مكنون مشاعرنا وأحاسيسنا الجيّاشة وامتزجت بتجانس رائع مع جمال بحور أشعار العرب، والآن جاءنا الوقت الذي أصبحنا لا نستطيع أن نطلب فيه استخدامها في جميع الأماكن والمرافق بل نطلب - وعلى استحياء - أن يكون هناك من يتكلم بها فقط لمساعدة من هم في حاجة من كبار السن أو من لم يُحسن تعلمها أثناء دراسته الأكاديمية، وأتوقع أنه سيأتي يوم ما ويكون إلزاماً على كل مواطن أو مقيم، أن يحصل على شهادة إجادة اللغة الأجنبية "التوفل" قبل أن ينزل من الطائرة.. من يدري؟.

 

الراية

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية