للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

بين العربية المغيبة والفركفونة الرخوة

أ. الولي ولد سيدي هيبه
إ
ذا كانت اللغة العربية تعاني بفعل الناطقين بها ضعفا في النهوض بمسؤولياتها التعليمية و العلمية العصرية بما
يَبنِي و يُعد المُواطنَ "الإيجابي" الملتحم قلبا و قالبا بالحداثة في كل أوجهها المدنية و الحضارية ، فإن اللغة الفرنسية التي فرضها الاستعمار و اعتمدت بعد الاستقلال لغة عمل، لم تمنح البلد طاقتها و قدرتها بالقدر الذي يضعه في الوضعية الصحيحة أمام تحديات التخلف، و لا أن الذين اختاروها لغة تعليم و أداء و عمل حققوا بها أيا منجز بناء و لا منحوا البلد فرصة حقيقية في معركة التنمية.
وعلى الشفرتين القاطعتين لنصل هذين الضعفين مرت السنوات عجافا و الأشهر خماصا و الأيام محمولة على أكف التضرع للشفاء من ضمور الحضور على منصة التفاعل الأممي، و من إدمان السكر في حانات الماضوية بأقداح التفكير القاصر عن إدراك التحول المحيط و بالعمل المدمر الذي يحصل بمعاول "الكسل" و جرافات "تسفيه" ثورة العقل، لكل احتمالات العبور.
 
و إذ يسعد اليوم حماة اللغة العربية لعقد لقاء كبير في قصر المؤتمرات و إنعاش أنشطة عديدة تحت عنوان "اللغة العربية :حافظة العصور و خاصة الحضارة" و ذلك بمناسبة يوم اللغة العربية (فاتح مارس) بمجهود ذاتي من تبرعات المنتسبين و المحبين و الداعمين كل حسب جهده، فإن مناصري الفرنكفونية يقومون هم أيضا بحراكهم السنوي هذه الأيام للاحتفاء باللغة الفرنسية و قد هيأوا أنفسهم بفضل شركائهم لإعطاء تظاهراتهم طابعا و مضمونا علميين راقيين ليس من أجل إبراز مكانتها في التخاطب و الأدب و الفن فحسب بل لإظهار تجلياتها أيضا في الجوانب المضيئة من العلوم الإنسانية التي تدفع الإنسان بقوة إلى تحمل مسؤولياته الحضارية، و الاستفادة من نتائج العولمة الزاحفة، و مواكبة التطور التكنولوجي و ما ينسحب عليه من علوم الاتصالات و الهندسة و الفضاء و الربوتيك (الرجل الآلي).
 
فهل تكون وجهة الحماة إلى التمكين لنا أدوات الحداثة بلغتنا الغنية الجميلة المرنة و التفكير السليم في هذه الجوانب و الوصول نتيجة إلى نطق كل مفرزاتها بمفردات مبينة من مشكاة الضاد؟ و هل سيُعلَم الجمع ممن تضم جهة مناصري "الفركفونية" أن مسألة الدفاع عن اللغة العربية لا تندرج في سياق حرب بين اللغات بمقدر ما تدخل في صميم وجوب تبوئها مكانتها الشرعية من خلال ترتيب الأولويات بموجب الدستور و وجوب اعتبار حكم الواقع المعتقدي و الثقافي و التاريخي.
 

السراج الإخباري

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية