|
|
تطوير منهاج اللغة العربية.. طرق حديثة ومحتوى جديد ولكنْ .. ضخامة وتكرار
لمى علي
في خطوة إيجابية لما قامت به وزارة التربية بتحديث كل المناهج الدراسية ولجميع المراحل الدراسية، كان لمادة اللغة العربية كغيرها من المواد جزء من هذا التعديل الذي جاء بالشكل والمضمون،
فالتغيير في المنهاج أحدث طرقاً مختلفةً في العرض والشرح والتقييم، وأدخل مواضيع جديدة على اللغة العربية ولاسيما فيما يتعلق بالأدب، وعن تفاصيل التطوير الذي طرأ على المنهاج الجديد التقت «تشرين» عدداً من مدرسي اللغة العربية..
ثغرات الحشو الزائد
تشير المدرّسة «هالة التونسي» إلى أن التطور الذي حصل على مناهج اللغة العربية أعطاها شكلاً جديداً يعتمد على أسئلة الاستيعاب والفهم والتذوق والتدريبات اللغوية والتي تغطي المواضيع المطروحة بشكل كامل، إلا أن المشكلة الأساسية التي جاءت في المنهاج الجديد هو الحشو الزائد الذي أثقل المنهاج وقلل من فعالية الطريقة الحديثة المتبعة، وتضيف: في مناهج الصف التاسع مثلاً يوجد أكثر من قصيدة كمثال على الغرض الشعري سواء الغزل أو المدح أو الغرض القومي وهنا يكفي أن تعرض قصيدة واحدة لكل غرض شعري، إضافة إلى كثرة عدد دروس القراءة وأسئلتها التي تعد طويلة ومكررة في بعض الأحيان، كما إن كل قصيدة تأتي في مقرر توزيع الحصص أن تعطى على حصتين إلا أنه لا يمكن أن تتم بشكل فعلي إلا بثلاث حصص ولاسيما أن المدرّس لا يمكنه أن يكتفي بالتطبيقات الموجود في الكتاب.
وتوضح «التونسي» أن المنهاج الجديد وتقسيماته لم يراعِ الاختلاف في مستويات الطلاب إذ إن توزيع الحصص يمكن أن يطبق مع الطلاب ذوي المستوى الجيد إلا أنه يحتاج إلى عدد حصص أكثر لدى الطلاب الأقل مستوى من أجل التركيز على معلومات فائتة على الطالب من الصفوف الدراسية السابقة، وتضيف: قمنا كمدرسين ميدانيين بمراسلة وزارة التربية بناءً على طلبها وشرحنا الثغرات الموجودة في المناهج الجديد ونرجو أن يأخذ بالحسبان ما توصلنا له مع العلم بأننا بالفعل نشيد بالطريقة والأسلوب الحديث الذي تم اعتماده بشكل عام.
إدخال القضايا الراهنة
أما المدرّس «هافال شيخو» فيجد أن المنهاج الجديد ذو مستوى ممتاز وجاء مختلفاً عن المناهج القديمة سواء بطريقة العرض أو نمط الأسئلة أو حتى المحتوى، حيث اتجه لمعالجة قضايا معاشة بالنسبة للطالب مثل (الفساد الإداري - سيطرة الخرافة والتقاليد على بعض الشباب) ولم يغفل عن القضايا الجوهرية التي كانت موجودة في المنهاج القديم مثل (القضية الفلسطينية - قضية الوحدة العربية) ولكن بقالب جديد ومعالجة مختلفة جاءت أكثر إقناعاً بالنسبة للطالب وهذا يسهل عليه دراستها وفهمها وحفظها، فعلى سبيل المثال في الصف الثالث الثانوي هناك وحدة جديدة في المنهاج ويقول: على مستوى عالٍ من الأهمية لم تكن موجودة في المنهاج القديم هي (استشراق المستقبل) والتي تحكي عن التوقعات المستقبلية سواء بالاعتماد على الواقع أو الحلم أو التجربة العلمية، إضافة إلى إدخال نوع من الأدب الهادف وهو دروس التربية الاجتماعية في أول الكتاب والتي تسلط الضوء على قضايا اجتماعية مثل (الجشع والاحتكار - السلبية بالتفكير الفردي - آثار إشعال النزعات الطائفية)، إضافة إلى وحدة الحداثة والتي تتعلق بالقضايا الحالية مثل قصيدة «غريب على الخليج» والتي تحكي عن الشباب الذين يهاجرون للعمل في دول الخليج والغربة التي يعيشونها وظروف العمل الصعبة، وكل هذه القضايا لم يكن ليتطرق لها في المناهج القديمة.
ويشير «شيخو» إلى ضرورة تدقيق الكتب أكثر لتفادي الأخطاء وأن يشترك بذلك مدرسون ميدانيون إلى جانب الوزارة، كما يجب أن تعطى للمدرس الحرية الكاملة بتقسيم وتوزيع المنهاج وفق خبرته لأن المنهاج بالفعل ضخم وعلى الطالب أن يلّم بكل القواعد النحوية السابقة، متمنياً أن يتم الاختصار قدر الإمكان وإلغاء التكرار الواضح.
بحث وتطبيق فعال
وكذلك المدرّسة «نايا عبد الله» فتبين أن التطوير الذي طرأ على المناهج الجديدة كان في طرق عرض الأسئلة والتي منحت الطالب فرصة أكبر للبحث والتفكير فلم يعد مجرد متلق للمعلومة بل أصبح باحثاً عنها وناقداً لها، إلا أن هذه الطريقة جاءت متعارضة مع كثافة المنهاج والحشو الكبير الموجود في الكتب وكثرة الأسئلة والتدريبات والتي لا تتناسب مع عدد الحصص الدراسية على مدار السنة، فأحياناً تنتهي الحصة الدراسية من دون إكمال إعطاء الدرس أو قد لا يأخذ الموضوع حقه بالشرح وإفهامه للطالب وتعزيز معلوماته بكل جوانبها، وتضيف: في منهاج الصف التاسع يعاني الطلاب من كثرة النصوص الأدبية وطول الأبيات فيها وخلال هذه السنة وقع الطلاب في حيرة كيفية دراسة المنهاج نتيجة كثافته واتصال دروسه بالسنوات السابقة ولاسيما فيما يتعلق بالنحو والتطبيق.
من جانب آخر تشير «عبد الله» إلى أن الطريقة الجديدة المعتمدة في إعطاء الدروس وهي طريقة (المجموعات) لا تتلاءم مع كثافة عدد الطلاب في الصف الواحد إذ إن هذه الطريقة وجدت للصفوف المثالية التي لا يتجاوز عدد طلابها الـ 15 طالباً، إضافة إلى أن الوسائل التعليمية الخاصة بالمناهج الجديد غير متوافرة في الكثير من المدارس ولاسيما غرف الحواسيب.
تشرين
|
|
|
|
|