للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تطوير المعجم العربي

أ. أحمد برقاوي

 

يحتوي معجم اللغة على عدد الكلمات التي تتألف منها لغة ما. ولأن اللغة ذات ارتباط بالحياة فهي الأخرى كائن حي ولكنه حي يتجدد دائماً رغم ما يموت منه من كلمات.

والكلمات الميتة في المعجم هي الكلمات غير المتداولة على الألسن أو على الورق، وقد يبعثها أديب أو شاعر أو فيلسوف أو عالم ويضعها في لغة التداول مرة أخرى.

فإذا لم ترجع للمعجم فإنك إن لم تكن من أهل الاختصاص الضيق لن تفهم قول النابغة:

إلا الأواريّ لأياً ما أبينها والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد.

ردت عليه أقاصيه ولبده ضرب الوليدة بالمسحاة في الثأد.

فالأواري واللأي والنؤى والمظلومة الجلد والمسحاة والثأد كلمات غير متداولة في لغة اليوم وبالتالي هي في عداد الميتة.

ولأن اللغة والحياة في ترابط لا ينفصم فإن إغناء المعجم العربي بكلمات تدل على ما جد من أشياء أمر يتطلبه العقل وتتطلبه الضرورة والتفكير والمصلحة والتواصل.

وليس يضير اللغة، أي لغة، تعريب الكلمات الأجنبية إذا لم تكن ترجمتها ممكنة أو لم تجد الترجمة سوقاً لها في التداول. والتعريب هو إبقاء اللفظ في لغته الأصلية مع تكيفه مع اللسان العربي. ككلمة سينما وباص وتلفزيون وراديو وفيروس وبكتيريا الخ. ونحن اليوم إذ نشهد ثورة في المعلوماتية وتقنياتها لا نستطيع أبداً أن نتفاهم في أمورها دون تعريبها إذا لم نفلح في ترجمتها أو لم تفلح الترجمة في جعل الكلمة المترجمة عربياً تواصلية. فها هو يذهب إلى مصلح الكمبيوتر، فيقول له المصلح إنه يحتاج إلى «فرمتة»، فيجيب الزبون: حسناً «فرمته». فهذه الكلمة صارت في حقل التداول: فرمت يفرمت مفرمت تفرمت الخ. ماذا يضير المعجم العربي أن تغدو هذه الكلمة في عداد كلماته. وقس على ذلك كلمات مسج وبوست.

وهناك أمر مهم جداً ألا وهو أن أصحاب معاجم اللغة الأقدمين ذهبوا إلى البادية وثبتوا الكلمات المتداولة في معاجمهم، فلماذا لا نثبت كلمات اللغة المحكية المتداولة غير الواردة في المعاجم في معاجمنا إذا كانت أقدر على التعبير عن المعنى. فكلمة شرشح كلمة متداولة ومعناها هزأ وبهدل. وقد يكون مصدرها الفعل شرّح، فلماذا لا تكون كلمة معجمية: شرشح فعل رباعي يشرشح شرشحة وشرشوح للمذكر وشرشوحة للمؤنث. وهكذا.

ثم تأتي الترجمة وهي نقل معنى كلمة أجنبية إلى ما يطابقها من كلمة عربية. والحق أننا هنا أمام مشكلة قائمة بين مجامع اللغة العربية والمترجم ذاته. فقد نجد لكلمة أجنبية واحدة ثلاث كلمات عربية كما هو الحال مع الكلمة الإنجليزية alienation وهو مصطلح فلسفي فقد ترجمه المترجمون إلى: الاغتراب والضياع والاستلاب، ولم يتفقوا على كلمة واحدة، وهكذا..

والحق أن مجامع اللغة العربية ليست في وارد إتعاب نفسها في إصدار معجم جديد تعاد طباعته سنوياً ويكون حاوياً على كلمات جديدة انطلاقاً مما ذكرت.

ويجب القول في النهاية: إن المتخصصين باللغة العربية ويعرفون نحوها وصرفها وأسلوبها ليسوا هم الجهة القادرة على تطوير المعجم العربي وإغنائه - كما هو حال أعضاء مجامع اللغة العربية الآن الذين يحفظون سيبويه عن ظهر قلب - بل العلماء في العلوم الإنسانية والصحفية والطبيعية والرياضية والهندسية والأدباء والشعراء الذين يواجهون مشكلة العلاقة بين اللغة وتطور المعرفة وبين اللغة والتعبير. ويبدو أن الأمر يحتاج إلى نظر وتأمل وفعل.
 

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية